ثلاث جولاتٍ مرّت على انطلاق بطولة لبنان الـ 60 بكرة القدم. صحيحٌ أن بعض الفرق لم تلعب جميع مبارياتها، لكن الحكم عليها ليس متسرّعاً. المنافسة هذا الموسم، على اللقب والبقاء في الدرجة الأولى أيضاً، غالباً ستكون أصعب من الموسم الماضي. الفرق التي قُدّر لها أن تُعاني تعيش هذه المرحلة بالفعل، في حين يبدو أكثر وضوحاً أن المنافسة على اللقب ستنحصر بين ثلاثة فرق، كما جرت العادة. البطولة ستتوقف خلال مشاركة منتخب لبنان في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم «قطر 2022» وكأس آسيا «الصين 2023»، والأجهزة الفنية ستعمل على تصحيح الأخطاء ورسم مسارٍ جديد يُحدد مصيرها في مراحل ستصبح أكثر صعوبة مع اكتمال جاهزية الفرق واللاعبين. الأنصار في الصدارة بتغلّبه على الصفاء، بفارق الأهداف عن النجمة والبرج، اللذين لم يلعبا هذا الأسبوع. العهد عاد من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي وحقق الفوز الأول له، ملحقاً أول خسارةٍ بالإخاء الأهلي عاليه، الذي تلقت شباكه ثلاثة أهداف، بعد الحفاظ على نظافتها مرّتين. الشباب الغازية لا يزال في قاع الترتيب بعد خسارةٍ ثالثةٍ على التوالي أمام طرابلس، الذي حقق بدوره فوزه الأوّل، في حين لم ينجح التضامن صور بترك المركز ما قبل الأخير، مكتفياً بفرض التعادل السلبي على شباب الساحل، بينما سقط شباب البرج للمرة الثانية، وهذه المرة امام السلام زغرتا. هكذا، بقيَ الغازية الفريق الوحيد من دون نقاط، وغالباً، سيبقى كذلك حتّى بعد الأسبوع الرابع، إذ يلتقي العهد، الذي يصبّ تركيزه على المسابقة المحليّة قبل نحو ثلاثة أسابيع على مباراةٍ تاريخيةٍ سيلعبها مع «25 أبريل» الكوري الشمالي في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي. حامل لقب الدوري قدّم نفسه كما يفعل دائماً. على الرغم من تأخّره بهدف أحمد حجازي، الذي استغنى عنه الفريق بعد التعاقد مع التونسي أحمد العكايشي، إلا أنه عاد بالنتيجة، مُسجّلاً هدفين في الشوط الأول، عبر العكايشي نفسه، مرةً أولى متابعاً تمريرة السوري أحمد الصالح، من ركلةٍ حرة نفذها محمد حيدر، وثانيةً من ركلة جزاء حصل عليها ربيع عطايا، في حين سجّل نور منصور الهدف الثالث بعد متابعة عرضية حسين منذر، الذي تسلّم الكرة من الركنية. ثلاثة أهدافٍ من كراتٍ ثابتة، تُشبه تلك التي سجّلها النجمة في مباراتين.
تعادل شباب الساحل مع التضامن صور من دون أهداف على ملعب جونية

مهاجم العهد التونسي، سجّل رابع أهدافه، بعد الأول في كأس السوبر، والثاني في كأس الاتحاد الآسيوي، وقد يحقق لفريقه ما لم يحققه منذ موسم 2010-2011، وهو اعتلاء أحد لاعبيه صدارة الهدافين. المنافسة ستكون مع مهاجم الأنصار السنغالي الحاج مالك تال بشكلٍ خاص، وهو الذي سجّل ثلاثةً من أهداف فريقه الأربعة أمام الصفاء. «هاتريك» هو الثالث للحاج مالك مع فريقه ضمن بطولة الدوري، في حين أضاف حسن شعيتو «موني»، المستبعد عن قائمة منتخب لبنان في التصفيات المونديالية، هدف الأنصار الرابع، وأهدر حسن معتوق هدفاً ثانياً له، من ركلة جزاء تصدّى لها الحارس ربيع الكاخي، الذي أوقف فرصاً عدّة للأنصار، في ظل ضعفٍ دفاعيٍّ واضحٍ لدى الصفاء، الذي يبدو أنه بحاجةٍ إلى لاعبٍ يقود خط وسطه بشكلٍ خاص، في ظل اعتماد المدرب الألماني روبرت جاسبرت على فريقٍ فتي.

أحرز التضامن أول نقطة له وكانت على حساب الساحل

وإذا كانت نتيجتا الأنصار والعهد متوقّعتين، في صراعهما على اللقب، فإن المنافسة على البقاء لن تختلف حدّيتها عن الموسم الماضي. بعد أداءٍ قوّيٍ للشباب الغازية أمام الصفاء في الأسبوع الماضي، على الرغم من خسارته بهدفين دون رد، كان من المتوقّع أن يحقق نتيجةً إيجابيةً على ملعب صور البلدي بمواجهة طرابلس، لكنه سقط (1-2)، بهدفي سعد يوسف والسوري هائل البدري، مقابل هدفٍ سجّله علي قبيسي من ركلة جزاء، وهو الهدف الثاني للفريق الجنوبي في البطولة الذي يُسجّل من علامة الجزاء. الفريق خسر هجومياً بعد عدم تجديد تعاقده مع هدّافه الغاني كريستيان جان كيكي، وعودة خليل بدر إلى النجمة، وهو يعاني دفاعياً أيضاً، عقب استغنائه عن الحارس محمد سنتينا، وانتقال المدافع مصطفى الشمعة إلى النجمة ورحيل متوسّط الميدان حمزة سلامي. التضامن صور عجز عن تحقيق فوزه الأول، مكتفياً بالتعادل السلبي مع شباب الساحل على ملعب صور البلدي. الفريق يملك أسماء هجوميةً ثقيلة، كعدنان ملحم والنيجيري كبيرو موسى، فضلاً عن عودة جاد الزين، وقد يكون بحاجةٍ إلى وقتٍ أكثر حتّى يحقق فوزه الأوّل، ولو أن مواجهته المقبلة لن تكون سهلةً أمام الصفاء.
في المقابل، عاد فريق طرابلس إلى مدينته بالنقاط الثلاث التي يحتاج إليها قبل اللقاء على أرضه مع الأنصار، هناك حيث حقق متصدّر البطولة فوزين. فريق المدرب المصري أحمد حافظ، مرشّحٌ لأن يكون بين الفرق التي تنافس على البقاء، وفوزه في مثل هذه المباريات يعني له الكثير.
أما السلام زغرتا فاستطاع أن يغلب شباب البرج (2-1)، ملحقاً به الخسارة الثانية. الفريق الشمالي استغنى بدوره عن بعض لاعبيه الأساسيين، ومدربه العراقي أحمد كاظم يسعى إلى إيجاد التوليفة من اللاعبين للمنافسة على مركزٍ بين أندية النخبة. أهداف الفريق لم تأتِ من المهاجمين، إذ سجّل له ياسر عاشور وجان جاك يمين، بمساعدةٍ من البرازيلي فينيسيوس كالاماري، الذي يلعب برفقة السنغالي دودا كوزموس ووليد فتوح.
الأسابيع المقبلة ستوضح شكل الترتيب أكثر، ولو أن العناوين الرئيسية تبدو واضحة.