فور وصوله الى بيروت، التقى ظريف في مقر السفارة الإيرانية وفوداً وقادة من تنظيمات فلسطينية بينها «الجهاد الاسلامي» ومن أحزاب لبنانية. ثم جال على الرؤساء الثلاثة بالإضافة الى وزير الخارجية جبران باسيل، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله، قبل أن يشارك في الاحتفال الذي أقيم في فندق فينيسيا، لمناسبة 40 عاماً على الثورة الإيرانية.
وبحسب معلومات «الأخبار»، فقد أبلغ ظريف المسؤولين بأن «إيران مستعدّة للتعاون في جميع المجالات، ونحن لا نريد إحراج لبنان في أي أمر، لا داخلياً ولا إقليمياً ولا دولياً»، مؤكدّاً «تفهمنا لحساسية الأوضاع والتوازنات في لبنان». وقال ظريف للمسؤولين اللبنانيين: «يمكنكم أن تختاروا أي مجال لنتعاون فيه، وإذا كنتم لا تريدون التعاون، فنحن نتفهّم قراركم». وأكد وزير الخارجية الإيراني أن «القوانين والقرارات الدولية لا تمنع أي دولة من التعاون مع ايران»، بل على العكس من ذلك، «هناك قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي تشجّع على التعاون التجاري والإقتصادي». أما الأهم في كلام ظريف فهو تأكيد أنه «يُمكن التعامل مع ايران تجارياً بالعملة الوطنية تماماً كما يجري مع تركيا وروسيا ودول أخرى، وهو أمر له ايجابياته لأنه يعزز العملة الوطنية ويرفع من مستوى الثقة بها».
وكان ظريف قد ثمّن عالياً الموقف اللبناني بما يخص مؤتمر وارسو. واعتبر أن «علينا أن نعمل لتأمين العودة السريعة والآمنة في آن واحد للنازحين الى وطنهم»، مشيراً إلى «اننا نؤكد الكلام الدقيق والقيم لباسيل حول آخر التطورات المتعلقة بالأزمة السورية، ونعمل على مساعدة لبنان في إنهاء أزمة النازحين».
بري: لم أستقبل أبو الغيط لضيق الوقت
وعن ملف اللبناني الموقوف في إيران بتهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة الأميركية، نزار زكا، أوضح ظريف أن «هناك فصلاً للسلطات في الجمهورية الايرانية واستقلالية تامة للسلطة القضائية في ايران، ولكننا نقوم بقدر الامكان بالجهود اللازمة لحلّ الأمر تحت بند الملف الانساني».
وفي السياق، شكر الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرلله قيادة إيران ومسؤوليها وشعبها على جميع ما قدّمته لحركات المقاومة وشعوب المنطقة، في مواجهة العدوان الصهيوني والإرهاب التكفيري. وأكّد خلال استقباله ظريف والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، أنّ «هذه المساندة أدّت إلى صنع الانتصارات في أكثر من ساحة وميدان». وتمنّى أنّ «تواصل إيران دعمها واهتمامها بالرغم من كلّ المؤامرات والضغوط التي تتعرّض لها بسبب ذلك». من جهته، شدّد ظريف على «موقف إيران الثابت إلى جانب لبنان دولةً وشعباً ومقاومةً، واستعدادها لتقديم كلّ أشكال المساعدة والتعاون في مختلف الملفات المطروحة».
من جهته، التقى ابو الغيط رئيسي الجمهورية والحكومة وعلق بعد لقائه الحريري على تزامن زيارته لبنان مع زيارة ظريف بأنّها «محض صدفة، ولا يوجد سباق بين الجامعة العربية وإيران على لبنان، لسبب واحد، وهو أنّ لبنان دولة عربية وعضو في الجامعة، واللقاءات معه أمر طبيعي للغاية»، فيما نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون قد رفض لقاء أبو الغيط بسبب إدانته لحرق العلم الليبي أثناء انعقاد القمة الاقتصادية في بيروت، وأكد أمام زواره أمس أن «السبب هو فعلاً ضيق الوقت، وإلا كنتُ قد ردّيت عليه في حينه»، مشيراً إلى أنه «سيلتقي العلولا اليوم في مجلس النواب، على هامش جلسات الثقة».