غزة | استفادت حركة «حماس» من العملية الإسرائيلية الفاشلة في خانيونس وجولة التصعيد الأخيرة باعتبارها أحرجت الوسيط المصري، الذي كان يسعى بشكل دائم لضمان حالة الهدوء في قطاع غزة، إذ طالبت الحركة القاهرة بالإيفاء بتعهداتها المتأخرة منذ عدة أشهر تجاه قطاع غزة. وبحسب مصدر «حمساوي» تحدث إلى «الأخبار» فإن استكمال ملف العلاقات الثنائية هو على رأس أولوية وفد «حماس» الذي وصل القاهرة مساء أمس الأربعاء، إذ ستعيد الحركة تذكير المصريين بالتعهدات والوعود التي لم ينفذوها، خاصة قضية السفر عبر معبر رفح، ومضاعفة أعداد المسافرين وتسهيل وصولهم إلى القاهرة في اليوم نفسه، بالإضافة إلى تنسيق سفر المدرجين ضمن قائمة المنع من السفر عبر المعبر.كذلك يناقش الوفد الذي يضم عضوي المكتب السياسي، خليل الحية، وروحي مشتهى، والقيادي طاهر النونو، قضية عناصر «القسام» الأربعة المختطفين في السجون المصرية منذ ثلاثة أعوام، إذ «تتعرض الحركة لضغوط داخلية كبيرة من قبل عائلاتهم بسبب هذا الملف الذي سبق أن وعد المصريون بحلّه خلال فترة سابقة»، بحسب المصدر.
وبالتزامن مع وصول وفد «حماس» من غزة إلى القاهرة، يصل وفد الحركة من الخارج برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، وعضوي المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وحسام بدران.
ورغم سماح القاهرة، لأول مرة منذ خمس سنوات، بخروج وفد برلماني من «حماس» في جولة خارجية يترأسه رئيس كتلة الحركة في المجلس التشريعي محمود الزهار، لا يزال المصريون يدرسون السماح لرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بالخروج في جولة على عدد من الدول.
وتشمل الجولة الخارجية لهنية، في حال وافقت القاهرة، كلاً من قطر وتركيا وإيران وروسيا والجزائر، إذ أبدت هذه الدول موافقة على زيارته، بما في ذلك موسكو التي استضافت في وقت سابق عدداً من قادة الحركة العام الماضي، أبرزهم موسى أبو مرزوق.
ويتطابق ما تحدث به المصدر مع تصريحات أدلى بها موسى أبو مرزوق سابقاً بأن هنية «يجري ترتيبات للقيام بجولة خارجية تشمل عدة دول»، من دون الإفصاح عن موعد بدء تلك الجولة، كذلك لم يسمّ الدول التي سيزورها.
«الموافقة المصرية على الجولة الخارجية للوفد البرلماني للحركة ليست جديدة، بل كانت مطروحة منذ أكثر من 4 أشهر خلال اللقاءات الثنائية بين الحركة وجهاز المخابرات المصري، وتمت الموافقة عليها من دون تحديد موعد خروج الوفد من قبل المصريين، إلا أن التطورات الأخيرة في القطاع ومعاودة طلب الحركة ذلك بعد جولة التصعيد، دفعتا المصريين إلى الموافقة عليها»، بحسب ما أفاد المصدر.
استبعد ميلادينوف إتمام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال قريباً


ويزور الوفد البرلماني «الحمساوي» عدداً من الدول أبرزها تركيا، وإيران، ولبنان، وجنوب أفريقيا والجزائر والمغرب، بالإضافة إلى دول أخرى يجري التنسيق مع برلماناتها.
من ناحية ثانية، كشف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عن وجود محاولات لتخريب جهود التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحاً بالقول «هناك من يحاول تخريب جهود الهدنة ووقف إطلاق النار، ودفعنا جميعاً إلى هاوية المواجهة، وآمل أن نتمكن معاً من التغلب على هذه القوى». وقد استبعد ميلادينوف إتمام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال قريباً.
إلى ذلك، وعلى خلفية مشاركة حركة «الجهاد الإسلامي» في مهرجان ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي نظمه التيار الإصلاحي في حركة فتح التابع للقيادي المفصول محمد دحلان في غزة، اتّهم الناطق باسم «فتح»، عاطف أبو سيف، رئيس لجنة القوى الوطنية والاسلامية في القطاع، خالد البطش، بأنه «لم يعد هناك قاسم مشترك ليترأس اللجنة، بعد مشاركته في مهرجان دحلان»، وهو ما رفضته «الجهاد» واعتبرته أمراً يعكس رغبات بعض مسؤولي «فتح» في تكريس الاستحواذ على المواقع القيادية المختلفة واحتكارها لأنفسهم بعكس جميع القوى الوطنية في غزة.