ما قبل عامي 2011 و2012، وخلالهما، وبعد عام 2016، ثلاث مراحل انتقالية عاشها منتخب لبنان. المنتخب الذي دخل تصفيات كأس العالم «البرازيل 2014» بمجموعةٍ من الوجوه الجديدة وعناصر كانت في عزّ عطائها، لم يكن يضم سوى خمسة لاعبين محترفين في الخارج، هم رضا عنتر، يوسف محمد، حسن معتوق، رامز ديوب ومحمد غدار. باقي اللاعبين كانوا ينشطون في الدوري المحلّي، ولم يسبق لهم أن خاضوا أية تجربة احترافية. تأهّل المنتخب إلى التصفيات النهائية للمونديال، وبدأت الأضواء تُسلّط على المواهب اللبنانية، وخلال عامين، ارتفع عدد المحترفين اللبنانيين من خمسة لاعبين، إلى أكثر من 12 لاعباً.بلال نجارين اتّجه إلى الهند، علي حمام انتقل إلى إيران ولحق به وليد اسماعيل، محمد حيدر وجد نفسه في السعودية، زياد الصمد لعب في عُمان، عباس عطوي ومعتز الجنيدي خاضا تجربةً قصيرةً في الإمارات، وبدأ العمل على استقدام اللاعبين ذوي الأصول اللبنانية، كعباس حسن ومحمد علي خان من السويد وسوني سعد من الولايات المتحدة الأميركية ونادر مطر من إسبانيا وعدنان حيدر من النرويج. باتت مباريات المنتخب الوديّة، في الفترات التي لا تشهد توقّفاً دولياً، لا تُشبه المنتخب. أكثر من نصف التشكيلة غائبة بسبب ارتباط اللاعبين بفرقهم، وفرص مشاركة اللاعبين المحليين تضاعفت. مرّت السنوات وعدد اللاعبين المحترفين في الخارج زاد حتى وصل إلى 18 لاعباً، إلى أن أصبحت بعض الأندية المحليّة تدفع رواتب تُشبه تلك التي تُدفع للاعبين في الدوريات المحترفين. عاد حسن معتوق إلى لبنان بعد ست سنواتٍ في الإمارات، ومثله فعل علي حمام ولحقه ربيع عطايا، واختار عدنان حيدر وعباس حسن وسمير أياس خوض غمار الدولي المحلّي لأول مرّة، وباتت قائمة المنتخب شبه خاليةٍ من المحترفين، حتى وصل الأمر إلى استدعاء لاعبَين فقط من الخارج، هما المهاجمان هلال الحلوي وعمر بوغيل. اليوم، وعلى أبواب بطولة كأس آسيا 2019، عاد المنتخب إلى حيث بدأت مسيرته الناجحة. ستة محترفين من الخارج في القائمة المستدعاة للمواجهتين الوديتين مع اوزبكستان واستراليا، لكن هذه المرة، جميع هؤلاء من خرّيجي الأندية الأوروبية.
الشقيقان روبرت ألكسندر وفيلكس جورج ميلكي قادمان من الدوري السويدي


الشقيقان روبرت ألكسندر وفيلكس جورج ميلكي القادمين من الدوري السويدي، باسل جرادي الذي يلعب في كرواتيا، هلال الحلوي لاعب «أبولون سميرنيس» اليوناني، عمر بوغيل مهاجم «بروملي» الإنكليزي، وجوان العمري الذي يلعب في اليابان وبدأ مسيرته الكروية في ألمانيا، هم الذين يمثّلون اللاعبين اللبنانيين المحترفين في الخارج، على قلّتهم، مع المنتخب الوطني. لبنانيو الأصل الذين لم يلعب أيّ منهم أكثر من 15 مباراة بقميص المنتخب، يبدو أنهم باتوا سلاح المدرب المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش في البطولة الآسيوية، وغالباً، سيكون أغلبهم ضمن حساباته في التشكيلة الأساسية في المباراتين الوديتين حتى كأس آسيا، خاصةً في ظل الغيابات التي يُعاني منها المنتخب. في غياب علي حمام يحضر الشقيقان ألكسندر وفيلكس ميشال، والأخير يلعب في مركز هيثم فاعور الغائب أيضاً. وفي ظل عدم الاعتماد على لاعبٍ خلف المهاجمين، يبدو الحل في عودة باسل جرادي، فيما يحجز العمري مركزاً أساسياً له كالعادة، بينما قد يلعب بوغيل بدلاً من الحلوي، لتغيّب الأخير عن المباراتين.
هكذا، يبدو أن رادولوفيتش وجد الحل لواحدة من المشكلات الأساسية في كرة القدم اللبنانية والتي تؤثّر على المنتخب. إذا لم يكن لديك دوري محترف، ابحث عن اللاعبين المحترفين. مثله فعل الألماني ثيو بوكير ومن بعده الإيطالي جيوسيبي جيانيني بدرجةٍ أقل. في حال الاعتماد على السداسي المحترف في الخارج في المباراة المقبلة، وبوجود حسن معتوق ومحمد حيدر وربيع عطايا وعدنان حيدر ووليد اسماعيل وعباس حسن وحسن شعيتو «موني» ومعتز الجنيدي، يصبح في يد «رادو» أكثر من تشكيلةٍ كاملةٍ من اللاعبين المحترفين، ولو أن المذكورين يلعبون في الدوري المحلّي حالياً، لكن سبق لهم أن احترفوا أيضاً.

مباراة اللاهجوم
لا يُمكن المرور على اسم المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر عند الحديث عن المدربين الذين يفضّلون الخطط الدفاعية. الستّيني الذي قاد منتخب مصر في المونديال الماضي، عُيّن منذ فترة على رأس الجهاز الفني للمنتخب الاوزبكي، وأشرف عليه في أربع مباريات، فاز في اثنتين منها أمام قطر وكوريا الشمالية بهدفين دون رد، وتعادل مع سوريا بهدفٍ لمثله وخسر أمام ايران بهدفٍ وحيد. مواجهته الخامسة ستكون مع المنتخب اللبناني اليوم الخميس في الثامنة مساءً بتوقيت اوستراليا، الحادية عشرة صباحاً في بيروت، على ملعب «لانغ بارك». منافسه في الجهة المقبلة، المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش، من بين المعتمدين على الكرة الدفاعية أيضاً، إذ لم يسجّل المنتخب اللبناني سوى خمسة أهداف في المباريات الخمس الأخيرة. اللقاء سيكون السادس بين المنتخبين منذ المباراة الأولى التي لعباها قبل عشرين عاماً. أفضليّة المواجهات تصبّ في مصلحة المنتخب الاوزبكي الذي فاز في ثلاث مناسبات وتعادل مرتين، ولم يُسجّل في مرماه من الجانب اللبناني سوى هدفين. المباراة ستكون فرصةً لكابتن المنتخب اللبناني حسن معتوق لمعادلة رقم هداف المنتخب التاريخي رضا عنتر، في حال سجّل هدفاً في مرمى منتخب «الذئاب البيضاء» ليرفع رصيده من الأهداف إلى 20 هدفاً، كما ستكون فرصة لاختبار اللاعبَين الجديدين، إلى جانب باسل جرادي، إذ قد لا يلعبان أكثر من أربع مباريات تحضيرية قبل انطلاق البطولة الآسيوية، إذ نجح الاتحاد اللبناني لكرة القدم في تأمين مباراتين وديتين خلال المعسكر القطري. ويلعب لبنان في المجموعة الخامسة إلى جانب السعودية وقطر وكوريا الشمالية، وهو كان وصل إلى 16 مباراةٍ من دون هزيمة قبل الخسارة أمام الكويت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. في المقابل يلعب المنتخب الاوزبكي في المجموعة السادسة برفقة اليابان وعمان وتركمانستان.