دخل نادي النجمة في مرحلة جديدة مع استقالة نائب الرئيس الأول صلاح عسيران، وأمين السر سعد الدين عيتاني، ببيان رسمي صدر عنهما أمس. حصل ما كان متوقعاً، وأغلق الرجلان الباب خلفهما. خطوة تأخرت كثيراً بانتظار أن تحدث «معجزة» وتتغيّر الأحوال. استقالة كانت في يد عيتاني منذ نهاية الموسم الماضي. حينها شعر عيتاني بخبرة السنين التي عاشها بالنادي بأن ناديه تغيّر، والأمور سائرة نحو المجهول. لوّح بها مراراً، لكنه لم يقدمها. سبب رئيسي منعه من ذلك، هو ضغط عسيران في محاولة لعدم ترك النادي لمصيره المجهول.لكن الأمور لم تتغيّر، ورأى عسيران أن ناديه يسير نحو الهاوية، «وحين وجدت أنني لم اعد قادراً على منعه من السقوط، قررت الرحيل حتى لا أكون شاهد زورٍ على ما يحصل»، يقول عسيران لـ«الأخبار». مضمون البيان واضح، أما «تأخير الإعلان فكان لسببين: الأول وجود مبادرات نبيلة من شخصيات معتبرة لإصلاح ذات البين، والثاني وجود استحقاقات محلية وإقليمية جعلتنا نلجأ إلى خيار الصبر». يؤكد الرجلان رفضهما أن «يكونا شاهدا زور على جملة المخالفات والمغالطات الحاصلة، التي تنذر بأخطار جسيمة تهدد مسيرة النجمة واستمراريته كنادٍ طليعي عابر للمناطق والطوائف والانتماءات المختلفة». وشدّدا في البيان على حرصهما وتعهدهما بالبقاء في صفوف الجمهور الوفي، التي وجها إليها الدعوة «للالتفاف مجدداً حول النادي، منعاً للوقوع في محظور التصرفات التدميرية الذي يتعرض له النادي الأكثر جماهيرية في لبنان»، شاكرَين «راعي النادي» على الثقة التي منحهما إياها طوال الفترة الماضية.
توقيت الاستقالة تأخّر من قبل لقاء النجمة مع الأهلي ذهاباً في الإسكندرية. جاءت «النخبة» و«السوبر»، فأجّلت الاستقالة مرة أخرى، قبل أن يكون لقاء الإياب مع الأهلي كمحطة أخيرة قبل إعلان الاستقالة. عيتاني بدوره، تحدث لـ«الأخبار» عن استقالته التي جاءت بناءً على رغبة عائلته الصغيرة، بعد كل ما قدّمه للنادي. قد تكون هذه هي الأسباب الظاهرية، لكن ضمنياً يشعر عيتاني بالأسف لعدم تقدير كل ما قدمه دون أن يقول ذلك. يكتفي بالقول إن الأسباب عائلية، لكن أحد المقربين منه يتحدث عن صديقه الذي نجح في ترميم ما تصدع خلال فترة الأمين العام السابق عبد اللطيف فرشوخ، حيث «أعاد وصل ما انقطع مع الأطراف النجماوية، وعلى رأسهم الجمهور. فملعب النجمة أصبح مهجوراً في عهد فرشوخ قبل أن تعود الحياة إليه. رغم ذلك لطالما كان عرضة للسهام».

ماذا بعد؟
بالنسبة إلى الرجلين، الاستقالة نهائية «هي ليست للمناورة أو للتراجع عنها»، يقول عسيران بحزم. نسأله عن المرجعية السياسية للنادي وموقفها من استقالتهما، فيجيب: «المرجعية بعيدة هذه الأيام لانشغالها بتشكيل الحكومة، ونحن لم نبلغها بالاستقالة حتى لا نتعرّض لضغوط تحول دون تقديمها».
انتهت معادلة الـ ع-ع الذهبية التي حفظت النادي على مرّ السنوات حين لم يكن هناك راعٍ ولا رئيس متموّل ولا من يحزنون. وقد يكون الهاجس المادي أكثر ما يؤرق النجماويين بعد استقالة الثنائي، وتحديداً عسيران. فخزينة النادي ترزح تحت عبء ديون تتخطى 500 ألف دولار، إضافة إلى مستحقات مالية متعلقة بشيكات مؤجلة. فمع كل شروق شمس، هناك أموال تستحق على النادي، وهناك دعاوى قضائية لتحصيل حقوق الدائنين. ديون تتوزع لأكثر من طرف، من شركة سفر، إلى لاعبين وشركات رياضية، والأرقام تتحدث عن نفسها. ولا شك في أن استقالة عسيران تضع النادي في مهبّ الريح مالياً. واستقالة عيتاني تضعه كذلك إدارياً. بالنسبة إلى عسيران، لا يمكن أن تكون الأسباب المادية سبباً. فهو لديه ديون على النادي بما يقارب 65 ألف دولار هذا الموسم فقط، وهو لا يفكّر فيها حتى، كما يقول. وفي ما يتعلّق بديون النادي، لطالما كان أحد الممولين الرئيسيين، ودفع ملايين الدولارات في السنوات الماضية «لكن المشكلة في طريقة إدارة النادي، وليست في الديون» يقول عسيران.
انتهت معادلة الـ ع-ع الذهبية التي حفظت النادي على مرّ السنوات


رئيس النادي أسعد صقال، ردّ على الاستقالتين، وتحديداً موضوع المساهمة المالية، في حديث إلى موقع رياضي، قائلاً: «لن يتأثر النادي مالياً باستقالة عسيران، علماً بأن بيان استقالة الثنائي عسيران وعيتاني وصلني من الجمهور والإعلام. عسيران هو أحد داعمي النادي مالياً، وليس الداعم الأساسي، كما أنه صديق وأخ عزيز ولا يوجد أي خلاف شخصي في الأمر. لن ندعو لاجتماع طارئ أو عاجل، بل سيكون هناك جلسة عادية للإدارة لمناقشة الأمر وإصدار بيان رسمي».



يحلّ ممثل لبنان في مسابقة كأس العرب للأندية الأبطال في كرة القدم فريق السلام زغرتا، ضيفاً على الرجاء البيضاوي المغربي في إياب الدور 32 من البطولة اليوم عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت بيروت. يدخل الزغرتاويون الى اللقاء و«ظهرهم الى الحائط»، فهم خسروا لقاء الذهاب 1 - 2 على ملعب المرداشية. نتيجة تحتّم الفوز بفارق هدفين للتأهل الى دور الـ 16 أو الفوز بنتيجة الذهاب عينها للذهاب بالمباراة إلى ركلات الترجيح مباشرة كون نظام البطولة لا يفرض شوطين إضافيين.
مهمة لبنانية صعبة أمام صاحب أرضٍ عريق تأهل قبل أيام الى نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية بعد فوزه على فريق كارا برازافيل من الكونغو ذهاباً 2 - 1 وإياباً 1 - 0. وهو سيواجه أنيمبا النيجيري يوم الأربعاء في الثالث من تشرين الأول المقبل. هذا يعني أن المغربيين على درجة من الجهوزية أعلى من اللبنانيين، حيث إن السلام لم يخض سوى مباراة رسمية واحدة منذ خروجه من نصف نهائي كأس النخبة أمام الإخاء الأهلي عاليه في 19 آب الماضي. هذه المباراة كانت أمام الإخاء أيضاً في افتتاح الدوري اللبناني لكرة القدم حيث تعادل الفريقان 1-1.