حقق الجيش السوري تقدماً مهماً في ريف حلب الشرقي بعد سيطرته أمس على قرية أعران جنوب مدينة الباب، بعد معارك عنيفة مع مسلحي «داعش»، ليصبح على بعد 5 كلم عن بلدة تادف، وأقل من 7 كيلومترات عن مدينة الباب، أحد أهم معاقل التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. مصادر ميدانية أكدت لـ«الأخبار» أنّ «سيطرة الجيش على القرية أتت بعد عدد من الغارات الروسية التي مكّنته أيضاً من استعادة السيطرة على قرية السريب ومزارعها، في جبهة مطار كويرس». ولفتت المصادر إلى أنّ «الجيش نجح في إعادة فتح الطريق الممتد بين قرية عيشة إلى قرى عين البيضا والسريب ونصرالله، وصولاً إلى طريق عام حلب ــ الرقة بعد إزالة الألغام منه». سيطرة الجيش على أعران تعتبر تقدماً استراتيجياً لأنها المرة الأولى التي يصبح فيها بهذه المسافة القريبة من مدينة الباب، منذ ثلاثة أعوام. كذلك فإن وصول الجيش إلى الباب يعني تمكّنه من إغلاق الريف الشمالي الشرقي الواصل إلى حلب، وقطع طريق إمداد «داعش» بين الرقة وريف حلب.
قتل أربعة مسلحين، اثنان منهم من تركستان، في ريف إدلب

بالتوازي، نجح الجيش السوري في مواصلة تقدمه في ريف حماة، فأحكم سيطرته على بلدة دير الفريديس التابعة لناحية حربنفسه في الريف الجنوبي. تقدم الجيش في البلدة ترافق مع مواصلة التمهيد الناري الكثيف على ناحية حربنفسه لاقتحامها، في عملية تهدف إلى قطع طرق إمداد المسلحين بين ريفي حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي. وفي ريف درعا، صدّ الجيش هجوماً للمسلحين على مواقعه في تل الهش في مدينة الشيخ مسكين، فيما استمرت عمليات الاستهداف لمواقعهم في المدينة. وفي موازاة تقدم الجيش، تتوسّع هوة الخلافات بين التنظيمات المسلحة، وهو ما برز أمس بإمهال «جبهة النصرة» عدداً من مسلحي «الجيش الحر»، ووجهاء بلدة أم المياذن في ريف درعا الشرقي، يومين لتسليم المسؤولين عن محاولة اغتيال «أبو رغد الأردني»، الملقب بـ«الباشق»، قبل أيام عند حاجز لـ«فرقة أسود السنّة» التابع لـ«الحر» في البلدة. وقال أحد المسؤولين الميدانيين لـ«النصرة»، حسب تنسيقيات المعارضة، إنّه «لا يوجد أي مؤشر إيجابي لتسليم المجرمين الموجودين في البلدة، وسنمهل الجيش الحر يومين لتسليم الفاعلين، وإلا سوف نقتحم البلدة، ونعتقل المجرمين».
وفي ريف إدلب الجنوبي، قتل أربعة مسلحين، اثنان منهم من الجنسية التركستانية، بانفجار لغم في محيط مدينة جسر الشغور. كذلك قتلت امرأة برصاص مسلحي «جيش تحرير الشام» في الحي الشرقي لمدينة الضمير في القلمون الشرقي، إثر محاولتها منع المسلحين من اعتقال ابنها، ضمن حملة دهم يقومون بها بحثاً عن منتمين إلى «جيش الإسلام». إلى ذلك، استعاد تنظيم «داعش» السيطرة على قرية غزل في ريف حلب الشمالي بعد معارك مع «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، في حين تواصل «قوات سورية الديمقراطية» هجماتها على العلقمية، بهدف الوصول إلى طريق حلب ــ غازي عينتاب في الريف الشمالي أيضاً، في وقت صدّت فيه قواتهم هجمات لـ«الجبهة الشامية» على قرية باشمرة في ريف عفرين. مصدر في «القوات» نفى لـ«الأخبار» «أي نية لقواتهم التقدم باتجاه منبج، مؤكداً أنهم يسعون حالياً لتثبيت قواتهم في محيط سد تشرين، وإبعاد خطر التنظيم عنه». وأضاف أن «لديهم خيارات عدة لإكمال عملياتهم التي قد تطال ريف الحسكة الجنوبي، أو ريف حلب الشمالي، لفك الحصار عن عفرين».
وفي ريف الحسكة الجنوبي، استعاد «داعش» السيطرة على قرى قانا والكرامة وصباح الخير بعد معارك مع «قوات سورية الديمقراطية»، كذلك تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في قريتي الخمائل وسودة، مع وصول دعم للـ«قوات» إلى المنطقة. إلى ذلك، أفرج التنظيم عن 16 آشورياً مختطفاً لديه إثر هجماته على قرى الخابور في ريف الحسكة الغربي، شباط الفائت، بعد دفع فدية مادية، ليبلغ عدد المفرج عنهم 164، في حين لا يزال 66 مختطفاً لدى التنظيم.
أمّا في ديرالزور، فقد نجح الجيش السوري في صدّ هجوم لـ«داعش» على مواقعه في حي الحويقة، في حين وصلت 10 أطنان من السلال الغذائية الحكومية إلى أهالي المدينة، في الأحياء المحاصرة، عبر حوامات الجيش، في خطة تهدف إلى إيصال المساعدات لأكثر من عشرة آلاف عائلة قبل نهاية الشهر، بهدف تخفيف وطأة الحصار الذي يفرضه تنظيم «داعش»، منذ أكثر من عام، على أكثر من مئة وخمسين ألف مدني في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش في المدينة.