ومع أن سعد الحريري يؤيد المعيار الذي يستند إلى نتائج الانتخابات النيابية، لكنه لا يزال يرفض بالمطلق تمثيل معارضيه المنتمين إلى الطائفة السُّنية، وفق ما يؤكّد النائب مراد. رفضه هذا «يعني تهربه من الاعتراف بوجود نسبة 40 في المئة من الطائفة السُّنية لا تؤيّد خطّه السياسي». يستغرب مراد إصرار الحريري على تجاهل معارضيه واستبعادهم. أيُّ سلوك يؤدي إلى تكريس ثنائية أو ثلاثية في الطائفة السُّنية، كما هو الحال عند الشيعة والمسيحيين والدروز، ليس مقبولاً في أعراف الحريري.
في المقابل، يسجّل على معظم هذه المعارضة تمسكها بتسمية الحريري لرئاسة الحكومة. يُستثنى من ذلك النائبان جهاد الصمد وأسامة سعد. كان بمقدور الآخرين تسمية أحدهم أو الامتناع عن تسمية الحريري أو غيره. الغريب أن بعض هؤلاء أعطوا الحريري الشرعية التي يُصرّ هو على الردّ عليها بإنكار وجودهم. فهل يندم هؤلاء النواب على ما اقترفت أيديهم؟ يؤكّد مراد لـ«الأخبار» أن هذه الخطوة كانت عبارة عن مبادرة حسن نية من قبلنا تجاه سعد الحريري، «ولم نندم عليها». يضيف: «في حال عدم تمثيلنا في الحكومة، سنكون سوبر معارضة. أما مسألة حجب الثقة عن الحكومة، فلا يُمكن أن نفتي بها بشكل منفرد الآن. سيكون لنا اجتماع يومَ غد وموقف موحد، ولكل حادث حديث».
تسمية الرئيس الحريري كانت مبادرة حسن نيّة
مبادرة حسن النية التي أشار إليها مراد سابقة للانتخابات النيابية. يعود عبد الرحيم مراد إلى ما قبلَ عامين ليتحدث عن لقاء جمعه بالرئيس الحريري بحضور وزير الداخلية نهاد المشنوق. إذ ذاك، قال رئيس حزب الاتحاد للحريري أن «ليس بإمكانك مهاجمتنا فقط لأننا نقف في صف المقاومة وسوريا».
أين هو حزب الله من مسألة تمثيلكم؟ وهل يخوض الحزب معركة المعارضة السُّنية، أم سيترككم تخوضونها وحدكم؟ يجيب مراد بأن السيد حسن نصرالله «عندما تطرق في خطابه الأخير إلى مسألة المعيار الموحد للتمثيل استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية إنما كان يقصدنا». يقول مراد: «إننا على تنسيق دائم مع الإخوة في حزب الله، وقد استفسرنا منهم ما إذا كان موقفهم من تمثيلنا يقتصر على التمنيّ، أو أن هناك إصراراً من قبلهم، فأكدوا أنه سيكون هناك إصرار وتمنٍّ، وأنهم فاتحوا الرئيس المكلف في هذا الأمر».
قد تكون عودة الحريري في هذه المرحلة إلى السرايا الكبيرة حاجة أساسية لمعظم القوى السياسية في البلد. الجميع يريده في رئاسة الحكومة. لعلّ معرفته بذلك تدفعه إلى التشّدد «عسى ألّا يدفع هذا التشدّد الآخرين إلى التنازل له» يقول مراد.