26. هذا الرقم، سيحفظه المصريون (وجميع المتابعين) جيداً. في هذه الدقيقة، أُصيب محمد صلاح خلال المباراة التي جمعت فريقه ليفربول الإنكليزي بريال مدريد الإسباني، في نهائي دوري أبطال أوروبا. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها ليفربول إلى النهائي، منذ خسارته أمام ميلان الإيطالي في نسخة 2007. أما ريال مدريد، فهو بطل النسختين السابقتين، وحامل الرقم القياسي للفوز للبطولة، بـ 13 مناسبة (بعد النهائي الأخير). كل هذا، لا يعني المصريين، وما يعنيهم، هو تحديد فترة غياب محمد صلاح. وكان واضحاً أن دموع صلاح التي انهمرت بعد الاحتكاك القاسي إلى حد الضرب من المدافع الإسباني سيرجيو راموس، كانت دموعاً تنهمر على المونديال، وتفكر أبعد من كييف، حيث ملعب المباراة. كانت دموعاً خائفة على انقطاع الطريق إلى موسكو. حمل صلاح كتفه وغادر، لكن المصريين لم يتوقفوا. اعتذر راموس ليلاً على تويتر، لكن مصريين غاضبين، ما انفكوا يشتمونه. ولا يتوقف السبب على الصورة الكاريزماتية التي يتمتع بها النجم المصري وحسب، بل على موقعه ودوره وأهميته في صفوف المنتخب المصري، الذي سيواجه الأوروغواي في أولى المباريات وأصعبها، قبل أن يلعب مع السعودية وروسيا المستضيفة. وبعد المباراة، اشتعلت حرب، بين الجميع، ضدّ سيرجيو راموس، وهي حرب لا يطفئها شيء على ما يبدو إلا خبر يؤكد عودة «مو صلاح» قبل المونديال. مدرب صلاح، الألماني يورغن كلوب، كان متشائماً، وقال معلقاً: «يبدو أن الإصابة خطيرة وخطيرة جداً، سننتظر ونرى». وأضاف: «تدخّل راموس على صلاح أشبه بالمصارعة الحرة». وعلى الرغم من غضب كلوب، وتشاؤمه حول إصابة صلاح، إلّا أن الاتحاد المصري لكرة القدم نشر في حسابه على «فايسبوك» بياناً حاول فيه امتصاص نقمة المصريين وطمأنتهم إلى أن محبوبهم قادر على العودة، قال فيه: «أفاد المسؤولون في النادي الإنكليزي في آخر اتصال بأنه أُجرِيَت الأشعة على كتف صلاح وأظهرت نتيجتها أن اللاعب أصيب بجزع في أربطة مفصل الكتف». ونقل طبيب المنتخب المصري محمد أبو العلا تفاؤله بإمكانية التحاق صلاح بالمنتخب في المونديال الروسي. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أول من نقل خبراً أكدت فيه غياب صلاح عن المونديال، مرجحةً أن تكون إصابته عبارة عن كسر في الكتف، وهذا يحتاج إلى 6 أسابيع في أقل تقدير، بينما يبدأ المونديال بعد ثلاثة أسابيع، والمفارقة أن مصر تقع في المجموعة الأولى التي تنطلق مبارياتها في البداية. رغم ذلك، فإن قرار استبعاد صلاح من التشكيلة الذاهبة إلى موسكو يبدو مستحيلاً، ولا سيما أن المصريين متمسكون بنجمهم الكبير. أحد التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي ذكّر بالقيصر الألماني فرانتس بكنباور عندما لعب المونديال وهو يعاني من إصابة مشابهة. لكن هذا التعليق لا يخلو من العاطفة، إذ إن العالم تغيّر. ورغم العريضة التي طالب بها المصريون لمعاقبة راموس، ورغم اعتذار الأخير، إلا أن النادي الإنكليزي قد لا يقبل، غالباً، مشاركة صلاح في المونديال، إن كان ذلك يشكّل خطراً عليه، ما سيضع اللاعب والاتحاد المصري لكرة القدم في موقف حرج.
أبرز التعليقات على إصابة صلاح، جاءت من «ميدو»، اللاعب السابق في أياكس أمستردام وعدة فرق إنكليزية، اعتبر فيه أن تدخّل راموس كان مقصوداً وكان بقصد الأذية، وهو اتهام «خطير» من لاعب محترف، لكنه في الوقت عينه، يظهر حجم الآمال التي يعلّقها الشارع المصري على اللاعب العربي الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي أخيراً.
من الناحية الفنية، وفي حال عدم تمكن صلاح من اللعب مع مصر في المونديال، فإن ذلك سيصعّب مهمتها إلى درجة كبيرة، فاللاعب ليس عادياً، وليفربول نفسه فقد نصف إمكاناته، بل معظمها أول من أمس، عندما غادر صلاح. الأخير، بوضوح تام، لاعب لا يمكن تعويضه. لكن عموماً، ورغم كثرة التقارير الصحافية، فإن غياب صلاح ليس مؤكداً، والأمل كبير بعودته، وخاصةً من الأجهزة الرسمية في مصر التي تساير المصريين في شغفهم ولهفتهم للمونديال، الذي صار محصوراً بمحمد صلاح. وإلى تصريح الطبيب، أكد وزير الرياضة المصري أن صلاح سيتعافى خلال أسبوعين، وسيكون اسمه حاضراً في تشكيلة المنتخب النهائية التي ستعلن في 4 حزيران. والأهم من هذا كله، هو تغريدة صلاح نفسه على تويتر، حيث قال: «كانت ليلة عصيبة. لكني محارب. على عكس كل التوقعات، أنا واثق من أني سأكون في روسيا. سأجعلكم فخورين. حبكم ودعمكم لي يمنحانني القوة التي أحتاج إليها».