أثار انفجار حارة حريك، أمس، ردود فعل نددت بـ«الجريمة الإرهابية» وشددت على الحوار وتشكيل حكومة جامعة، فيما قفز الرئيس سعد الحريري عن هذا الموضوع مبرراً، كما في العادة، الجرائم التي تستهدف الضاحية الجنوبية، محمّلاً المسؤولية لحزب الله في استقدام الإرهاب. في المقابل، نبّه حزب الله من أن«مخطط الإجرام سيشرب الجميع من كأسه المرة»، معتبراً أن الرد عليه هو بالمسارعة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ورأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان عبر «تويتر» أن «اليد الإرهابية التي ضربت الضاحية الجنوبية هي اليد نفسها التي تزرع الإجرام والقتل والتدمير في كل المناطق اللبنانية»، فيما رأى الرئيس نبيه بري «أن الأيدي التي اغتالت الوزير الشهيد محمد شطح هي نفسها التي فجرت في الضاحية وطرابلس».
وناشد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجميع «تغليب لغة العقل، وتجاوز الحسابات السياسية ووقف التحدي سعياً للخروج من المأزق الخطير»، فيما رأى رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أن «الرد على هذا المخطط يكون بالتزام الوعي والحكمة وتعزيز الوحدة الوطنية».
وفي ما يشبه التبرير للجريمة الإرهابية، اعتبر الحريري أن «المواطنين الأبرياء في الضاحية هم ضحية جرائم إرهابية وإجرامية تستهدفهم منذ أشهر، وهم في الوقت عينه ضحية التورط في حروب خارجية، وفي الحرب السورية خصوصاً، التي لن يكون للبنان ولأبناء الضاحية تحديداً أي مصلحة في تغطيتها أو المشاركة فيها». ورأى أن «تحييد لبنان عن الصراعات المحيطة أمر جوهري لتوفير الحماية المطلوبة للاستقرار الوطني»، معتبراً أن «الإصرار على زج لبنان في قلب العاصفة الإقليمية هو الخطر الذي يستدرج رياح الإرهاب الى مدننا وبلداتنا».
في المقابل، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث إلى قناة «المنار» أن المستهدف بالتفجير«هو عامة الناس وليس حزب الله حصراً». وقال إن«مخطط الإجرام بكل ألوانه وأشكاله سيشرب الجميع من كأسه المرة، والرد عليه هو بالتفاهم السياسي والمسارعة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية»، وشدد على أن «البلد ليس مزرعة لأحد ولا يستطيع أحد أن يلغي الآخر»، محذّراً من أن «لبنان على طريق الخراب إن لم يكن هناك تفاهم سياسي».
من جهته، استصرخ رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون «الضمائر الحية للجميع، مسؤولين وغير مسؤولين، لمواجهة هذا المسلسل الرهيب»، مهيباً بالسلطات السياسية «ألا تُقدم على أي إجراء يفجّر الوضع العام».
وكرر النائب وليد جنبلاط دعوته إلى تأليف حكومة جامعة، واعتبر «أننا إن لم نجتمع في حكومة فلن نستطيع أن نفعل أي شيء».
ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن «الحل يكمن في استقامة الحياة السياسية والتمسك بالدستور والقوانين لقيام دولة لبنانية فعلية بكامل إداراتها وأجهزتها العسكرية دون سواها». فيما دعا حزب الكتائب إلى «وقفة وطنية تشكل رداً حاسماً على محاولات جر لبنان إلى الفوضى الأمنية».
ودعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «الفريقين المتنازعين» إلى «الحوار فوراً وإلى اتخاذ خطوات جريئة ومسؤولة من أجل تجنيب لبنان المزيد من المآسي»، فيما أشار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى أن «يد الإجرام تطال الجميع وتنتقل من منطقة الى أخرى لإشعال نار الفتنة التي ينبغي إيقافها بتشكيل حكومة وحدة وطنية وحوار بين جميع الفرقاء».
كذلك دان التفجير كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزارتي الخارجية الأميركية والفرنسية ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيو روبرتسون ووزير الإعلام السوري عمران الزعبي، فيما التزمت الدول الخليجية الصمت.