إعلان رئيس بلدية بيروت بلال حمد (العدد ٢٦٤٦ الخميس ٢٣ تموز ٢٠١٥) «إن المفاوضات انتهت مع شركة الأمانة العربية لطمر نفايات بيروت في قطعة أرض تملكها في بلدة سرار العكارية (...) وأنه أوعز إلى الدوائر المختصة في بلدية بيروت لتحضير العقد بتفاصيله»، أثار ردود فعل رافضة في عكار وتهديدات بمواجهة هذا الخيار بالقوّة، وهو ما دفع بصاحب شركة الأمانة العربية خلدون ياسين الى التراجع عن هذا الاتفاق، وقال لـ»الأخبار» إنه أرسل كتاب عزل الى بلدية بيروت يطلب فيه إلغاء الاتفاق بينه وبينها.
وأوضح ياسين أنه لم يتلق حتى الآن رداً على كتابه من بلدية بيروت، إلا أنه جزم بأنه أصبح من الماضي، وقال: «اتخذت قرار إلغاء الاتفاق، تجاوباً وتضامناً مع أبناء عكار الرافضين لتحمل نفايات أحد»، معتبراً أن موقف النائب معين المرعبي كان أحد الدوافع الأساسية في إلغاء الاتفاق.
هل يعني ذلك أن عكار صارت محيّدة عن نفايات بيروت وضواحيها؟
بحسب المعلومات المتداولة في عكار، لا تزال المخاوف قائمة، إذ انتشرت أنباء عن قيام المقاول جهاد العرب، الطامح للفوز بعقود نفايات بيروت والضواحي في المناقصة التي ستعلن في الأسبوع المقبل، بعقد اتفاق لاستخدام قطعة أرض بالقرب من مكب نفايات سرار، تتراوح مساحتها بين 500 ألف ومليون متر مربع. وتقول مصادر مطلعة إن العملية تمت بموجب اتفاق شراكة مع شخص يدعى ن. المرعبي (صاحب العقار)، وهو أحد المقربين من تيار المستقبل، وذلك من أجل إقامة مطمر للنفايات فيها. وأشارت المصادر الى أن هذه العملية جرت بسرية تامة من دون نقل ملكية الأرض بين الطرفين، بهدف إبعادها عن التداول الإعلامي.
يقف النائب معين المرعبي على رأس جبهة المواجهة مع خيار نقل النفايات الى عكار، على عكس باقي نواب المستقبل في عكار الغائبين عن الملف كلياً. يصب المرعبي جام غضبه على رئيس الحكومة تمام سلام، متسائلاً في اتصال مع «الأخبار»: أين كان نائب بيروت حينما جرى توزيع 503 ملايين دولار ولم تستفد منها عكار بشيء، فيما هو اليوم يناشد المحافظة الأكثر حرماناً لتحمل أزمة النفايات؟ وتوجه المرعبي الى رئيس بلدية بيروت بالقول: «يروح يبلّ العقد (مع شركة الأمانة العربية) ويشرب ميتو»، مشدداً على أن أي اقتراح، من أي جهة كانت، يرمي الى جعل عكار مكباً لنفايات بيروت، هو مرفوض، قاصداً بذلك ما يتردد عن شراء جهاد العرب قطعة الأرض، وقال المرعبي: «ما يهمنا فقط أن نمنع هذه النفايات من أن تصل الى عكار، لا فرق إن كانت في سرار أو أي مكان في عكار». ولم يوفّر المرعبي وزير البيئة محمد المشنوق: «يورجينا هالقبضاي المشنوق شو رح يعمل هو والمؤازرة الأمنية لهددنا فيها».
وقال النائب هادي حبيش: «لا يمكن لأحد أن يلقي بنفاياته في عكار»، نافياً علمه بشراء جهاد العرب عقاراً في عكار ليكون مكباً، وأكد أن ليس لديه معلومات حول الموضوع، «ولكن لا يمكن لأحد، كائناً من كان، أن يقيم مكباً دون موافقة أهالي عكار»، معتبراً أنه لا يجوز أن تتحمل عكار مشاكل أحد. يكفيها ما فيها من بؤس وفقر».
وتساءل النائب السابق وجيه البعريني: هل مكافآت تيار المستقبل لأبناء عكار، التي تعد الخزان البشري له، هي نفايات وسموم؟ وقال: من غير المسموح أن يمر أي مشروع من هذا النوع، و»نحن أبناء عكار المحرومين منذ عشرات السنين من أدنى مستويات العيش لن نسكت وسنجعل من الشارع ساحة لمطالبنا، ورفض البعريني رفضاً قاطعاً «أسلوب المقايضة الذي يروج له البعض بين افتتاح جامعة وافتتاح مكب للنفايات، معتبراً أن هذا الأمر غير وارد وهو تفريط بالحقوق الطبيعية للعكاريين، الذين لن يتحملوا هذا العبء الكبير وتكفيهم أزماتهم، وليغرقوا هم بنفاياتهم».