جولة ثانية من ردود الفعل على القرار الأميركي بشأن القدس بدأت أمس في معظم الدول العربية، على المستويين الشعبي والرسمي، ورفعت من سقف بيانات اليوم الأول، في محاولة لمجاراة التحرك الشعبي الذي يبدو أنه يتصاعد في بعض المدن العربية. التصعيد الشعبي حضر في الأردن، حيث نظم أردنيون وقفة احتجاجية قرب السفارة الأميركية في العاصمة عمّان، تخللتها اشتباكات بالأيدي بين متظاهرين ورجال أمن، من دون وقوع إصابات.
وفي تونس، شهدت عدة مدن حراكاً شعبياً ضم الآلاف من المواطنين الرافضين للقرار الأميركي. كذلك شارك عدد من نواب البرلمان من عدة كتل في التظاهرات، بعدما صادق مجلس النواب على لائحة أعدّها المجلس ضد القرار الأميركي بأغلبية 121 صوتاً. ودعت جهات سياسية ونقابية الحكومة إلى التحرّك لإغلاق السفارة الأميركية أو استدعاء السفير، كما قررت لجنة تنظيم «أيام قرطاج المسرحية» إلغاء كل احتفالات افتتاح المهرجان المقررة اليوم في شارع الحبيب بورقيبة تضامناً مع الشعب الفلسطيني. ودعا الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إلى تحرك عاجل لتفادي خطوات مماثلة لقرار الإدارة الأميركية.
وبالتوازي، طالبت النقابات المهنية في مصر بطرد سفيري إسرائيل والولايات المتحدة من القاهرة، عقب اجتماع طارئ عقدته أمس. ووصف بيان صدر عنها القرار بـ«الإرهاب الدولي الواجب مقاومته»، مطالباً بتنظيم وقفة (لم تحدد توقيتها) أمام السفارة الأميركية في القاهرة، ورفع العلم الفلسطيني على كافة مقار النقابات المهنية في البلاد.
وفي الجزائر، ادّعت «حركة مجتمع السلم» (أبرز الأحزاب الإسلامية) أن قوات الأمن منعت عدداً من نوابها في البرلمان من التوجه نحو السفارة الأميركية في العاصمة «للقيام بوقفة احتجاجية». وبالتوازي، قال الناطق باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، إن بلاده «لن تتردد في القيام بكل ما يجب» من أجل القدس. وتظاهر الآلاف من المغاربة في عدد من المدن، مثل الرباط وتطوان وطنجة وأغادير، للتعبير عن رفضهم للقرار.
على المستوى الخليجي، رأت سلطنة عُمان أن القرار الأميركي «لا قيمة له»، مشددة على أن «هذه المسائل يجب أن تترك للأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للتفاوض عليها في إطار مفاوضات الحل النهائي». أما السعودية، فقد عادت لتصدر بياناً في وقت مبكر من فجر أمس، في محاولة للموازنة مع البيان المقتضب والمهادن الذي خرج عن اتصال ترامب بالملك سلمان بن عبد العزيز. ولفت بيان للديوان الملكي إلى أن القرار «يشكّل انحيازاً كبيراً ضد حقوق الشعب الفلسطيني». وأعرب البيان عن «استنكار وأسف» الرياض تجاه القرار الأميركي، وعن «أملها في أن تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها»، الذي يعدّ «خطوة غير مبررة وغير مسؤولة».
من جانبه، دعا رئيس البرلمان الكويتي، مرزوق الغانم، إلى جلسة الثلاثاء المقبل حول القدس. وقال إن «قرار نقل السفارة إلى القدس مرفوض، وستتم الدعوة إلى قمة طارئة لاتحاد البرلمان العربي في الرباط أو القاهرة». كذلك أكدت البحرين أن قرار الإدارة الأميركية «يهدد عملية السلام في الشرق الأوسط، ويعطل جميع المبادرات والمفاوضات للتوصل إلى الحل النهائي المأمول».
(الأخبار)