طبشورة في صندوق، منصة الكترونية تعتمد على توفير خادم غير متصل بشبكة الإنترنت، يقدم موارد تعليمية رقمية. هي مبادرة لبنانية، وهي واحدة من أربع مبادرات في مجال «تكنولوجيا التعليم» اختيرت ضمن برنامج «وايز» في قطر لدعم الابتكار للعام 2017 ـ 2018. المبادرة رشحت لكونها تستخدم التكنولوجيا في معالجة أزمة تعليمية.
الفكرة بدأت في المستشفى مع الأطفال المصابين بالسرطان بهدف مساعدتهم في مواصلة تعليمهم، لا سيما في الدروس التي تسمح لهم بالتقدم للامتحانات الرسمية. إلاّ أن المبادرة سرعان ما طالت في وقت لاحق اللاجئين السوريين الذين تعذر عليهم متابعة التعليم النظامي.
المبادرة أطلقتها الجمعية اللبنانية للتعلم البديل وهي منظمة غير حكومية أنشئت في بداية العام 2014 بصورة خاصة لسد الفجوات في التعلم والحدّ من أعداد التلامذة المتسربين من التعليم لا سيما في المناطق المحرومة.

يدخل الطالب شريحة ذاكرة في صندوق
يوزع مجاناً

برأي نايلة زريق فهد، مؤسسة الجمعية وأستاذة الأدب الفرنسي في الجامعة اليسوعية، لم يعد النظام التعليمي، كما هو موجود اليوم في لبنان، قادراً على توفير فرصة النجاح في المدرسة لجميع الأطفال، إن لناحية الوسائل أو الجهاز البشري الذي يغطي كل الحاجات التعليمية، بسبب الضغط الكبير في أعداد المتعلمين نتيجة اللجوء السوري.
المغامرة بدأت مع مجموعة صغيرة من المتطوعين مع الجمعية الذين قاربوا المحتوى بما يتماشى مع المناهج التعليمية اللبنانية، بطريقة تجريبية وغير رسمية. وعلى خط مواز، بدأت الجمعية حواراً مع المركز التربوي للبحوث والإنماء للحصول على المصادقة على المشروع. إلى ذلك، يقدم المشروع تدخلات مبتكرة لتشجيع الطالب على التعبير عن نفسه.
البرنامج مصمم تماماً من شبكة المتطوعين من معلمين وتكنولوجيين تربويين ومتخصصين في مجال الاتصالات.
بالنسبة إلى فهد، الهدف «هو أن يتمكن الجميع من استخدامه، بما في ذلك في المناطق الأكثر حرماناً، حيث يصبح الحصول على الكهرباء أكثر صعوبة». مع شرط «بسيط» هو الوصول إلى جهاز كمبيوتر، يمكن للأطفال والمعلمين الوصول إلى محتوى لجميع المواضيع، باللغات الثلاث العربية والإنكليزية والفرنسية. كيف بلوغ المحتوى؟ يمكن للطفل، كما تقول فهد، أن يدخل شريحة ذاكرة ((memory card في صندوق صغير بما يكفي ليوضع في الجيبة (يوزع مجاناً) للولوج إلى مختلف الدروس والأنشطة المدرجة، على المنصة على شبكة الانترنت. حتى الآن، اختبرت المبادرة في مرحلة الروضات فحسب، وبمساعدة «وايز»، تعتزم الجمعية نشر المشروع أكثر من ذلك، «بحيث يمكن لأكبر عدد من الناس الوصول إليه»، على حد تعبير فهد. تقول: «اكتشفنا أن للنظام تأثيراً على الأطفال، وأنه يمكن أن يساعدهم على العودة إلى المسار التعليمي الصحيح». شركاء الجمعية هم المنظمات غير الحكومية والمدارس.