إسرائيل ــ ليكس | بين الملفات التي وُجدت على الكومبيوتر الشخصي لمندي الصفدي، واحد باسم «رسالة الى وليد جنبلاط»، يتضمّن وثيقتين هما عبارة عن رسالتين غير مؤرختين موجهتين الى النائب الاشتراكي. ومن اللافت أن الصفدي، في الرسالة الأولى، يقدّم نفسه لجنبلاط بما يوحي وكأن لا معرفة سابقة بينهما. كما أن كلامه عن القصف الإسرائيلي للبنان وعن ملاحقة العالم لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قتل في نيسان 2011 يشير الى أن تاريخ الرسالة يعود الى ما قبل ذلك، وصولاً ربما الى فترة العدوان الإسرائيلي عام 2006.
أما في الرسالة الثانية، فيبدو فيها الصفدي أكثر «ارتياحاً» في مخاطبة جنبلاط، إذ يتوجّه إليه بـ»الأخ وليد» مقارنة بـ»سيادة الرئيس» في الرسالة الأولى، ويعرض عليه: «إذا احتجتم لأي مساعدة كاتبوني». ورغم أن مندي يحيّي «جرأة» زعيم المختارة في «وجه الحكم الديكتاتوري في سوريا»، إلا أنه يسأله المساعدة في تقصّي أثر معتقل «أخذه فرع فلسطين» لمعرفة مصيره. ولم يرد في الرسالة الثانية أي إشارة الى الأحداث في سوريا.
في ما يلي، ننشر الرسالتين كما وردتا حرفياً، وبما تتضمنان أخطاءً لغوية وإملائية، مع اختزالات بسيطة.

رسالة الأولى
سيادة الرئيس الحبيب وليد جنبلاط.
انا من ابناء الجولان الحر، قرية مجدل شمس، منذ صغري رضعت من اهل بيتي محبة الشهيد ازعييم كمال جنبلاط، واغتياله البشع اثار بي الحقد والكراهية للحكم السوري الغاشم (...). أعوانهم الارهابيين في لبنان حزب (...) لا يختلف كثيرا عن السوري، فهو مستعد ان يضحي بكل لبنان وشعبه من اجل الوصول الى اهدافه، فهذا هو مخرب لبنان الجديد، فاكيد انك تذكر ان مخرب لبنان السابق كان عرفات لعنه الله. لاسرائيل لم يكن هدف او ارادة لشن الحرب على لبنان، لاكن عندما اعتدى على مواطنيها عرفات في الحرب السابقة وحسن (...) الان، من عمق الاراضي اللبنانية لم يبقى بيدها مبرر الا ان ترد على العدوان رغم الالم على دمار عروس الشرق لبنان الحبيب، اتفهم مشاعر اهل لبنان وعليكم تفهم مشاعرنا، فلا توجد في العالم اجمع دولة تقبل ان يعتدي ارهابي على بيتها، فامريكا واوروبا يلاحقون ابن لادن في الاقصى الاخر من العالم لأنه تجرئ بالتعدي على بيتهم، لا اطلب من لبنان ان تؤيد القصف الاسرائيلي، لاكن عليكم تفهمه وربما رغم الدمار قد يكون الجواب الاسرائيلي لغزو حسن واعوانه، لمصلحة لبنان وسيادتها الحرة على كل رقعة من ارضها. اتمنى ان تصادقني بهذا الامر وتتقبل اسفي على ما اسفرته هذه الحرب من دمار وخسائر، والله يساعدنا على الوصول لابادة الارهاب وتحقيق السلام ولم الشمل.
ابو رسلان مندي الصفدي
972546949277++

الرسالة الثانية
إلى الاخ وليد.
أبعث لك احترامي وتقديري على جرأتكم بإطلاق صرخات الحق والحرية بوجه الحكم الديكتاتوري في سوريا. انا ابن الجولان واحب وطني وشعبي في سوريا، لاكن قيادة الظلم هذه لا تمثلني، ولا ارغب ان اكون تحت حكمها، هكذا ايظاً اغلبية ساحقة من الجولان. قبل أكثر من سنتين اختفى برجس عويدات، ابن مجدل شمس، جامعي من ابناء الجولان، اللذي قصد دمشق للتعلم. يقال ان فرع فلسطين اخذوه من غرفته في جرمانا، ومنذ ذلك الحين لا يعرف مكانه احد. الجواب الوحيد اللذي وصل لأهله هو (لا تسألو عنه). لا بد انك تعرف كيف يبدوا حال اهله حيث لا يعرفون عنه شيئاً اكثر من سنتين. أود ان اسأل هل لديكم وسيلة للتقصي عن اخباره، ربما احدا من المساجين الذي اطلق سراحهم سمع عنه شيئاً. اود ان اعرف اذا كان ما زال حيا، اين مكان سجنه وسبب اعتقاله، وهل من الممكن ارسال اي مساعدة بواسطة الصليب الاحمر او اي منظمة اخرى؟ أرجو ان تردّ باقرب وقت على رسالتي هذه، واتمنى ان تكون عندك بشرى خير لسؤالي، واذا احتجتم لاي مساعدة كاتبوني. شكرا لكم والله يحميكم وينصركم.