■ بماذا تفسر هذا الشغف بالحروب في الرواية الحديثة؟ الأسباب متعددة: هناك أولاً إرادة إعادة صياغة التاريخ الوطني (هذه حال فرنسا مثلاً مع الحرب العالمية الأولى). هناك أيضاً الرغبة في فهم النوابض الأساسية للعنف والكفاح بوجه النسيان. الأدب اللبناني يندرج ضمن هذا السياق مع دومينيك إدّه، هدى بركات، رشيد الضعيف، ايمان حميدان وغيرهم من دون أن نغفل التوترات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط.

■ «حطام السماء» و«تقاسم اللامنتهي» و«متراس الألوان» حول الأحداث في فلسطين والعراق ولبنان. هل أنت كاتب رواية سياسية؟ ألا تضرّ السياسة بالأدب؟
السياسة وملحقاتها مثل الحرب والاحتلال، لا تشكل الموضوع بل الإطار لرواياتي. ما يهمني قبل كل شيء، هو كيف يتلقى الأفراد صدمات التاريخ قيد التحقق. لست كاتباً ملتزماً، انحيازي الوحيد هو للإنسان في تناقضاته، وضعفه وعظمته. هذا ما يفسر انهماك مسيرتي بالجانب الأدبي حصراً.

■ هل يتحمل الكاتب مسؤولية تتعلق بالأمانة التاريخية حين يعالج مواضيع تتعلق بالحروب والكوارث؟ أم أن له الحق في إعمال الخيال كما يريد حتى في تناول التاريخ؟
الأمثل بالنسبة لي هو أن يمكننا الخيال من فهم أعمق للتاريخ، ليس فقط في ما قد تحقق من أحداث في هذا التاريخ، بل أيضاً في البعد الإنساني. هنا تكمن «مسؤولية الكاتب». أفترض أن هذا الرأي لا يشاطرني إياه الكثيرُ من الكتاب، ولهم كامل الحرية في ذلك.

■ يخيل إلينا أن أحداثاً عظيمة في هذه البقعة من الأرض لم تجد طريقها إلى الرواية بعد. وجَدت قضية الاحتلال والمقاومة في الجنوب اللبناني طريقها إلى الشعر من خلال «شعراء الجنوب» كمحمد علي شمس الدين وشوقي بزيع وحسن ومحمد وعصام العبدالله وإلى المسرح من خلال أعمال روجيه عساف ورفيق علي أحمد وغيرهم... هل تظن أنها ستجد سبيلاً إلى عمل روائي عظيم؟
الأدب، وبخاصة الرواية، بحاجة الى مسافة معينة لتناول بعض المسائل التاريخية. هذه المسافة ضرورية ومفيدة إن أردنا تجنّب الانعطاف في الأدب نحو البروباغاندا. في السياق، أشير الى رواية بديعة حول المقاومة والاحتلال لفاتن المر، بعنوان «حدثيني عن الخيام».

■ كاتب ياسين ومالك حداد وغيرهما كتبوا بالفرنسية باعتبارها «بندقية ننتزعها من يد مظلي»، اختلفت اليوم منطلقات الكتابة عند الأدباء الفرنكوفونيين. لماذا يكتب رامي زين بالفرنسية؟
لم أترعرع في محيط فرنكوفوني. الفرنسية كانت بالنسبة لي «لغة الآخر» حيث يمكنني أن أقول الأشياء الأكثر حميمية والأكثر إشكالية التي لا يمكنني قولها بالعربية، لغة الأب، والسلطة، والتقاليد.

■ ما هو جديدك؟
روايتي الأخيرة «مِحَن لقيط في بيروت» أصدرتها عام ٢٠١٦. آمل إصدار عمل قريب مختلف عن الأعمال السابقة.

الجمعة 10 تشرين الثاني: طاولة مستديرة حول دور الفنون في استعادة ذاكرة الحرب مع رامي زين، شريف مجدلاني، هيام يارد، كارلا كالارغي، بإدارة ملاك شاوي ـــ س: 18:00 ـ صالة المؤتمرات 1