عند انتخاب النائب دوري شمعون في عام 2009، ظنّ كثيرون أن «الشمعوني الثالث» سيكون آخر عنقود العائلة. زاد من اليقين في ذلك، القانون النسبي والتحالفات الجديدة التي بشّرت بتخلي النائب وليد جنبلاط عن شمعون، ولا سيما مع مطالبة «الأحزاب المارونية» باستعادة ما تراه «حقها النيابي». غير أن لنجل رئيس حزب الوطنيين الأحرار كلاماً آخر.
يؤكد كميل دوري شمعون لـ«الأخبار»، أنه هو، لا والده، من سيترشح عن أحد المقاعد المارونية في الشوف. وحتى الساعة، فإن حفيد الرئيس الراحل كميل شمعون الذي يحمل اسمه متفائل بانضمامه إلى اللائحة الجنبلاطية، رغم أن أي نقاش في ذلك لم يحصل بعد.
ينطلق شمعون في ما سبق من موضوع «الشراكة في الجبل» و«الصداقة المتينة» التي تجمع عائلته بعائلة جنبلاط منذ أيام الرئيس شمعون. «فنحن لم نكن يوماً طرفاً في حرب الجبل، بل ساهمنا عدة مرات في حل الأزمات، ولا سيما عند حصار القوات في دير القمر». ولا بدّ لهذه العلاقة أن تؤتي ثمارها في الشوف، لأن اللعبة الانتخابية «منذ أمد طويل تقوم على تحالف الشمعونية والجنبلاطية من دون أن تعترف بالأحزاب»، مشدداً على «أننا في حاجة للأصوات الجنبلاطية تماماً كحاجتهم لأصواتنا، خصوصاً في ظل الفخ الطائفي الذي نصبوه لنا عبر الصوت التفضيلي». وهو ما يستدعي تدخل والده دوري لإعطاء الوصف «الدقيق» لهذا القانون: «هيدا قانون الحمير بس إن شاء الله نحن ما نطلع متلن».
ينشط الشمعوني الشاب اليوم في بلدته دير القمر ويشارك أهلها مناسباتهم الدينية والاجتماعية. وبعكس والده المثير للمشكلات بتعليقاته السياسية، لا يسعى إلى كسر الجرة مع أي فريق، رغم تحفظاته مثلاً على «القوات التي حادت قيادتها عن مبادئ ثورة الأرز»، وعلى تيار المستقبل الذي «فترت علاقتنا به منذ فرط عقد 14 آذار». ولكن ألن تؤثر علاقة الاحرار المتدهورة بالقوات والمستقبل بوجودكم في اللائحة الجنبلاطية، خصوصاً أن النائب جورج عدوان أحد الأركان الأساسيين فيها ويتحدر أيضاً من دير القمر؟ «لا خلاف شخصياً مع القوات، والتحالفات تتأقلم مع الظروف. نحن قريبون من كل الشمعونيين الذين يتوزعون بين القوات والتيار، فضلاً عن أننا كأحرار وشمعونيين ننال أصواتاً من كل الطوائف، وليس فقط الطائفة المسيحية». من جهة أخرى، يدور الحديث اليوم عن أن انفتاح الأحرار على التيار الوطني الحر يمكن أن يؤدي إلى ضم الحفيد الشمعوني إلى اللائحة العونية. ويقول شمعون في هذا الصدد إن الموضوع لم يطرح رسمياً، رغم الحديث فيه خلال عدة لقاءات. أما في حال عدم الترشح على أي لائحة من الاثنتين، فيبقى خيار «اللائحة الثالثة مطروحاً، وعندها لكل حادث حديث». وبالمناسبة لن يقتصر ترشح الأحرار على الشوف، بل سيكون هناك مرشحون للحزب في بعبدا والمتن وكسروان وزحلة وعكار.