أصدر «الاتحاد العام التونسي للشغل» ـ أعرق منظمة نقابية في تونس ـ بياناً يطالب رسمياً بإلغاء عرض بوجناح في قرطاج. وجاء في البيان: تحتلّ القضية الفلسطينية المكانة الرئيسة في قلوب التونسيات والتونسيين الذين كانوا دوماً ضدّ التطبيع مع الكيان الصهيوني بكلّ أشكاله.
وقد تشكّلت في تونس عبر عقود لجان وهيئات وجمعيات تناضل ضدّ التطبيع، وتدعم شعبنا في فلسطين في مقاومته للاحتلال الصهيوني البغيض. وما زالت عناوين هذا النضال قائمة في كلّ المحطّات تؤكّد على مكانة القضية الفلسطينية لدى عموم الشعب، وأغلبية الطيف السياسي والمدني في تونس. وكان الاتحاد دوماً متصدّراً هذا النضال، فاعلاً فيه، عاملاً على تحويله إلى نضال يومي دائم ضمن أولويات النضال الوطني الذي يخوضه قطرياً وإقليمياً ودولياً. وَإِنَّ أغلب التوجّهات في تونس، بما فيها الرسمية، قد أجمعت على أن أخطر سبل التطبيع وأشدّها فتكاً هي التطبيع الثقافي الذي يزعزع القيم، ويربك القناعات ويميّع المبادئ. على هذا الأساس، فإنّ المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشّغل، كما وقف في وجه زيارة مجرم الحرب أرييل شارون إلى تونس وندّد بالمجازر التي يرتكبها الصهاينة كلّ يوم ضدّ الفلسطينيين وعلى كل شبر من الأراضي العربية، وناصر الأسرى في السجون الصهيونية في إضراب الكرامة، فإنّه يدعو إلى إلغاء عرض الكوميدي ميشال بوجناح على مسرح قرطاج وفي كل المسارح، لا باعتبار ديانته اليهودية، فاليهودية مكوّن من المكوّنات الثقافية والتاريخية في تونس وفي غيرها من البلدان العربية، ولنا من اليهود مناضلون وطنيون لا يشكّك أحد في وطنيتهم مثل جورج عدة وغيره، إنّما لمواقفه الصهيونية ولمناصرته لكيان عنصري فاشي ووقوفه إلى جانب السفّاح شارون وقيادته مظاهرات داعمة له، فضلاً عن تهافته الفنّي وخواء المضامين التي يقدّمها. إِنَّ المكتب التنفيذي الوطني يدعو وزارة الثقافة إلى تحمّل مسؤولياتها والتحرّي في كلّ العروض التي تبرمج وتغليب العروض التونسية في ظرف اقتصادي صعب، وفي الوقت عينه، يعبّر المكتب التنفيذي عن احتجاجه على التبريرات الجوفاء التي يقدّمها مدير مهرجان قرطاج ويندّد باستهتاره بمواقف التونسيين، ومشاعرهم المعادية للتطبيع حين يعتبرها مجرّد شعارات.