31 ناظراً من المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم ـ مدارس المهدي انخرطوا، في برنامج «يتدبرّون» الذي أطلقته المؤسسة لتطوير مهارات البحث الإجرائي لدى الناظر، بما يسمح بانتقاله من موقع المتلقي للمعرفة التربوية إلى المساهم في إنتاجها، ويمكّنه من توثيق خبراته وتراكم معرفته، تمهيداً لتبادلها مع زملائه في المدرسة نفسها وإمكانية تعميمها على مدارس أخرى.
فما هو البحث الإجرائي؟ هو بحث يقوم به الممارِس (أي الذي يعمل في الميدان) لحل المشكلات التي تواجهه ولتطوير عمله، ويتألف من ثلاث خطوات: التأمل، الفعل (الإجراء) والتقويم.
أهمية هذا البحث أنه آلية تدريب غير مباشرة وغير تقليدية وأداة للتعلم المستدام، لكونه يراعي تعلم الكبار، ويردم الفجوة الموجودة بين البحث والممارسة، آخذاً في الاعتبار وجهة نظر الممارسين التربويين (وفي هذه الحالة النظار) بشأن مشكلاتهم اليومية، للمساهمة في نموهم المهني، وتنمية مهارات التفكر والتأمل لديهم، وتطوير كفايتهم المهنية من خلال الجمع بين المعارف والخبرات.
كيف ذلك؟ يجري حل المشكلات عن طريق استبدال الانطباعات والشائعات بالمنهجية العلمية الملائمة، بعد الاستعانة بأبحاث سابقة عن أفضل الممارسات لحلها.
لماذا جرى اختيار النظار تحديداً؟ يقول القيمون على البرنامج إن الناظر يبقى في مكانه سنوات أكثر، ما قد يؤدي إلى خطورة برود همته ووقوعه في الروتين وتعاطيه التلقائي مع المشكلات التي تواجهه، في حين أن مهمته حساسة، فهو ناظم العملية الإدارية في قسمه، والموفّر للبيئة التربوية والتعليمية المساعدة في ترشيد سلوك التلامذة، وصلة الوصل بين أطراف العملية التعليمية (إدارة، معلمين، تلامذة وأهل)، ومدير ملفات التلامذة ذوي الحالات ومواكب لمسارات معالجتها، والموفر للبيئة المحفزة للعاملين في قسمه.
من الموضوعات التي قاربها المشاركون نظم تحفيز الكادر الوظيفي، توتر الطالب قبل الامتحان، المشاكل السلوكية لدى الطلاب، إدارة الأولويات في أقسام النظار، الخ.
وفي استطلاع بسيط، وافق 73 % من النظار المشاركين على أنّ البحث الإجرائي يساعد الناظر في التفكير في مشاكله بشكل أفضل، فيما وافق 22 % منهم، إلى حد ما و5 % لم يوافقوا.
وعما إذا كان البحث الإجرائي يسهم في تمرس الناظر على الموضوع الذي اختاره، فقد أجاب 76 % منهم بـ «نعم» و18 % إلى حد ما و5 % بـ «لا».
وبعد تقييم قام به 95 ناظراً آخرين قرأوا أبحاث زملائهم، أجاب هؤلاء على السؤال الآتي: هل يمكن الاستفادة من هذا البحث في عملك؟ 62 % قالوا (نعم)، 25 % (لا) و13 % (إلى حد ما).