تُسارع إيران ودول مجموعة "5+1" الخطى باتجاه تنفيذ الاتفاق النووي، وهو ما تظهر التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين، وأيضاً الغربيين، أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة بشأنه. وفيما أعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، أمس، أن الاتحاد ليس لديه إطار زمني محدد لرفع العقوبات عن إيران، قالت إن هذه الخطوة قد تحدث قريباً؛ فقد صرّح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز کمالوندي بأن إيران نفذت، تقريباً، كل التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، مؤكداً أن موعد تنفيذ الاتفاق سيكون في غضون أقل من أسبوع. وهو ما تناوله الرئيس حسن روحاني، أيضاً، معرباً عن أمله في رفع العقوبات، "خلال الأيام القليلة المقبلة".
وخلال تدشين المرحلتين 15 و16 من حقل "بارس جنوبي" الغازي، أشار روحاني إلى أن تدشين هاتين المرحلتين "هو ثمرة للتعاون والتنسيق بين الأجهزة المختلفة التنفيذية والعملانية في البلاد، حيث تولى مقر خاتم الأنبياء تنفيذ المرحلتين"، مضيفاً أنه "في الحقيقة إنجاز قيّم، فضلاً عن كونه مؤشراً على التعاون والتنسيق بين الحكومة ومختلف المؤسسات في البلاد، ومنها الحرس الثوري". وأكد روحاني أنه "مثلما تم العام الماضي تدشين المرحلة 12 التي تعادل 3 مراحل، سيشهد الشعب الإيراني، في العام المقبل، تدشين عدة مراحل أخرى من ضمنها 17 و18".
في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز کمالوندي، في تصريح إلى صحيفة "اعتماد" الإيرانية، أنه "لم يبقَ شيء سوی قضية مفاعل آراك (في إطار تنفيذ إيران لالتزاماتها)، الذي جرى البدء ببعض الأجزاء فيه، وسيُنجز الجزء المتبقي، خلال فترة قصيرة"، مشيراً إلى أن موعد تنفيذ الاتفاق سيكون في غضون أقل من أسبوع.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" عن مصدر مطلع تصريحه بأنه جرى إخراج قلب مفاعل آراك للمياه الثقيلة. وقال المصدر إن "من المقرر أن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال الأسبوع الحالي، بإصدار تقرير تؤكد فيه بصورة نهائية تنفيذ إيران لالتزاماتها، في إطار الاتفاق النووي"، مضيفاً أنه بعد ذلك "سيقوم وزير الخارجية الإيراني محمد جود ظريف، ومنسّقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، بإصدار بيان مشترك للإعلان عن تنفيذ الاتفاق النووي".
ويأتي كلام كمالوندي في الوقت الذي صرّحت فيه مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، خلال مؤتمر صحافي بعد لقاء مع وزير خارجية التشيك لوبومير زاوراليك، أمس، بأنه "لا يوجد موعد محدد بعد (لتنفيذ الاتفاق النووي)"، مضيفة أن "الموعد سيرتبط بالتنفيذ الكامل لكل الخطوات التي ينبغي اتخاذها". وأضافت "يمكنني أن أقول لكم إن توقعي هو أن هذا اليوم قد يأتي قريباً. تنفيذ الاتفاقات يمضي بشكل جيد".
وفي السياق، صرّح مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأميركا، مجيد تخت روانجي، بأن دول أوروبا وأميركا ستصدر، وبشكل منفصل، لوائح تنفيذ برنامج العمل المشترك الشامل، وتضعها تحت تصرف الجميع في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق النووي. وقال تخت روانجي، في اجتماع لأعضاء الهيئة الرئاسية لغرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإيرانية، "أجرينا محادثات مكثفة، خلال الأيام الماضية، بشأن القضايا الفنية والمتعلقة بإزالة الحظر، أحد تلك المواضيع، لوائح تنفيذ الاتفاق النووي". وأضاف أنه "وفقاً لبرنامج العمل المشترك، فإن الدول الأوروبية تعهّدت بإعداد وإصدار لوائح منفصلة"، موضحاً أن "هذه اللوائح تحظی بأهمية کبيرة، کونها تشكل خريطة تقوم المراکز الاقتصادية بالعمل وفقاً لها، بعد إزالة الحظر".
ولف مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى أن "هذه الأيام هي الأخيرة، قبل تنفيذ الاتفاق"، معرباً عن أمله "في الانتهاء من الأعمال في غضون الأيام القليلة المقبلة".
وأکد تخت روانجي علی إزالة جميع العقوبات الاقتصادية والتجارية والمصرفية، فور تنفيذ برنامج العمل المشترك الشامل، مضيفاً أنه "سيتم إلغاء جميع العقوبات التي أصدرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وحتی العقوبات التي صدرت وفقاً لقرار الرئيس الأميرکي أو من قبل الكونغرس الأميركي".
(الأخبار، رويترز)