في قضاء بعبدا، نفّذت «غلوبل فيجن» الدراسة مع عيّنة عشوائية من 1000 مستجوب مسيحي، أيّد 91,4% منهم تفاهم معراب. وقال 81.4% إنهم يؤيدون أن يضم التحالف شخصيات سياسية مستقلة، مقابل 88% دعوا إلى ضم أحزاب مسيحية أخرى اليه. والواضح أن شعبية التفاهم مع الأحزاب أعلى دائماً من شعبية التفاهم مع الشخصيات السياسية. ولدى عرض لائحة أسماء، تبين الدراسة ما يمكن وصفه بمفارقات غريبة لا تتطابق مع نتائج الانتخابات الماضية.
فالنائب ألان عون يحل أول بفارق كبير عن كل الآخرين، وهو أمر تبيّنه الإحصاءات كافة. لكن المفاجآت تبدأ من حلول رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس ثانياً، وتنتهي بالتفاوت الكبير بين المرشحين العونيين، والذي لم يظهر أثره في الانتخابات السابقة. وتفيد أرقام «غلوبل فيجن» بأن جواب المستطلَعين عن سؤال عن الشخصية التي يسمّونها كأفضلية أولى للمقاعد المارونية، أظهر النتيجة الآتية: 39.9% النائب ألان عون (16.8% كأفضلية ثانية، و8.4% كأفضلية ثالثة)؛ 16.8% لرئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس (11.4% ثانية، و9.4% ثالثة)؛ النائب حكمت ديب 9% (16.8% ثانية، و13.6% ثالثة)؛ النائب السابق بيار دكاش 6% (7.9% ثانية، و6.1% ثالثة)؛ صلاح حنين 5.6% (5.8% ثانية، و5.6% ثالثة)؛ والنائب ناجي غاريوس 3% فقط (7.7% ثانية). ويعود رقم النائب غاريوس ليرتفع كأفضلية ثالثة إلى 18%، على نحو يبيّن أن الناخبين يضعون ألان عون أولاً وحكمت ديب ثانياً ثم ناجي غاريوس ثالثاً. ولا شك هنا في أن ما تقدمه «غلوبل فيجن» يحتاج إلى تدقيق ومراجعة حذرة من التيار الوطني الحر الذي يعتبر بعبدا معقله الرئيسي، ولا يحسب حساباً لقيام أيّ معادلات انتخابية محرجة له؛ فمصادر التيار تؤكد أن رئيس بلدية الشياح لا يفكر في الترشّح، وهو يسترضي العونيين، فيما تعتقد المصادر نفسها أن النائب السابق بيار دكاش تقدم كثيراً في العمر ولن يخوض الانتخابات المقبلة، لكن الأرقام تبيّن أن العونيين ينامون على حرير فيما يحتمل حصول اختراقات مهمة لن تفضي إلى أيّ نتيجة في ظل تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل في بعبدا، لكنها تبقى خطيرة، علماً بأن المنطق يقول إن العونيين كتلة واحد متماسكة في هذا القضاء، وفي حال كان النائب عون يحظى بالأفضلية الأولى بنسبة 39.8%، فلا شك في أن هؤلاء الـ40% تقريباً سيسمّون النائب غاريوس ثانياً وديب ثالثاً.