وصلت الكهرباء منذ أقل من أربعين سنة إلى القرى التي كانت تستخدم الحطب لطهو الطعام والنملية والكوارة (خزانة خشبية) لحفظه. أخيراً، يحاول بعض أهل القرى العودة إلى العادات القديمة، محاولةً الاستغناء عن الكهرباء في بعض استخداماتهم لأغراض بيئية وصحية، وللتوفير في الاستهلاك والتكلفة.
على هذا الخط، دخلت منظمة السلام الأخضر "غرينبيس" المتوسط التي أطلقت العام الفائت حملة "الشمس ببلاش" لتشجيع وترشيد استخدام الطاقة الشمسية بديلاً للكهرباء. وقد اختارت المنظمة تعاونية "مواسم الضيعة" النسوية للإنتاج والتصنيع الزراعي في دير قانون رأس العين (قضاء صور) لتركيب نظام للطاقة الشمسية في مقرها كأول مشروع ميداني رائد ستعمل على نقله إلى مناطق لبنانية أخرى بحسب مسؤول حملاتها في العالم العربي جوليان جريصاتي. علمت المنظمة بأزمة التعاونية في إنجاز عملها بسبب التقنين الكهربائي الحاد الذي يفرض على الأطراف. في حين أن المولد الكهربائي الذي تملكه صغير ويسبب تلوثاً سمعياً وبيئياً في محيطه. توافقت التعاونية والمنظمة على إطلاق حملة تبرعات عالمية على موقع المنظمة الإلكتروني لجمع التبرعات من أجل تركيب ألواح الطاقة الشمسية يمكّن نساءها من التحرر من أسر التيار الكهربائي للدولة. بالتزامن، دربت المنظمة 12 تلميذاً لبنانياً وفلسطينياً في صف الكهرباء في مهنية محمد سعد في برج رحال (قضاء صور) على تكنولوجيا الطاقة الشمسية وتقنيات تركيب ألواحها ووصلها بالإمدادات. أول من أمس، احتفلت المنظمة والتعاونية بالبدء بتشغيل آلات التعاونية على الطاقة الشمسية. رئيسة التعاونية دعد إسماعيل رأت أنَّ "المشروع أنتج تغييراً إيجابياً سيكون دائماً في حياتنا وحياة مجتمعنا المحلي، بعد أن كان لانقطاع الكهرباء الأثر الضارّ في إنتاجيتنا وساعات عملنا وحياتنا الشخصية. لن تولّد الطاقة الشمسية لنا المزيد من المدخول فحسب، بل ستجعل أيضاً إنتاجنا مستداماً وصديقاً أفضل للبيئة". وأوضحت أن استخدام الطاقة الشمسية يسمح لهنّ بتقليص فاتورة الكهرباء بنسبة الثلثَين، وخفض الاعتماد على مولّد الديزل إلى حدّه الأدنى إلا في الحالات الاستثنائية.