في قبو المكتبة العامة لجامعة الروح القدس في الكسليك، يعكف شبان وشابات على ترميم التاريخ وإنقاذ إرث البترون ولبنان. متخصصون في التاريخ والتوثيق وحفظ الوثائق وترميمها يعملون تحت إشراف كارلوس يونس وألفرد موسى، منذ عام 2008، على جمع أرشيف التاريخ اللبناني بمختلف أنواعه من وثائق ومخطوطات وصور. يونس وموسى تعقّبا الوثائق اللبنانية إلى تركيا والمكسيك والأرجنتين. يضم المركز متحفاً مصغراً لمخطوطات قديمة بالسريانية والكرشونية ووثائق تعود الى عهود المتصرفية وقبلها. بين الوثائق واحدة تشير الى «4000 غروش» راتب أحد متصرفي جبل لبنان. يضم المركز أيضاً أرشيف شخصيات معاصرة منها الرئيسان فؤاد شهاب والياس سركيس وموريس الجميل ويوسف السودا وآل سرسق والصحافي عادل مالك ووديع الصافي ورفيق حبيقة وزغلول الدامور وتوفيق الباشا، إضافة إلى أرشيف استوديو بعلبك ومحفوظات بلدية زحلة منذ عهد المتصرفية حتى التاريخ المعاصر ووثائق طرابلس في العهد العثماني.

توضع المحفوظات القديمة في غرفة تعقيم وعزل طوال أسبوع للتخلص من البكتيريا، قبل أن ترش بمواد كيماوية سامة وتترك فترة ثم تحمل بالقفازات إلى طاولة المشرحة. هناك، يجري تفحص تاريخها ومضمونها قبل أن تصور رقمياً وتحمّل اسماً ورقماً. في ذلك القبو، يعاد إحياء التاريخ كما هو.