آخر تحديث 2:50 PM بتوقيت بيروت | خاص بالموقع في إطار الاتفاقية التي تم إبرامها بين جمعية رابطة الحضارات والمديرية العامة للآثار في دمشق، والتي سيتم عرضها لأول مرة في الكولوسيوم في معرض تحت عنوان «إعادة إحياء إبلا، ونمرود وتدمر من الدمار»، تعيد إيطاليا قريباً لسوريا قطعتي آثار، هما تمثالان نصفيان رمّمتهما بعدما حطّمهما تنظيم «داعش» في مدينة تدمر. وبعد العمل أربعة أسابيع على ترميمهما، ستتسلم السلطات السورية في نهاية الشهر التمثالين، اللذين يعودان إلى القرنين الثاني والثالث.

وخلال عرضه التمثالين النصفيين القديمين على الصحافة في مختبرات «المعهد الأعلى للحفاظ على الآثار» في روما، قال وزير الثقافة الإيطالي، داريو فرانشيسكيني، أمس، إن عملية ترميم التمثالين وإعادتهما إلى سوريا «مثال على موضوع نتمسك به، هو موضوع الدبلوماسية الثقافية، حيث يمكن للثقافة أن تكون أداة حوار بين الشعوب، حتى عندما تكون الظروف صعبة»، كما أنها تسلط الضوء على «مهارات إيطاليا على صعيد ترميم الأعمال الفنية».
وفي الإطار نفسه، اعتبر رئيس بلدية روما السابق، فرانشيسكو روتيلي، أن العملية هي أيضاً «وسيلة لتكريم ذكرى» مدير الآثار السابق للمتاحف في تدمر، خالد الأسعد، الذي قطع مسلحو «داعش» رأسه في آب/أغسطس 2015 وهو في الـ82 من عمره. ولفت روتيلي، الذي أشرف على عملية الترميم من خلال جمعية «إينكونترو دي سيفيلتا» (لقاء الحضارات) التي يترأسها، إلى أن الأسعد، وقبل إعدامه، تمكن من «إخفاء مئات التحف الفنية، إنما ليس هذين التمثالين النصفيين اللذين وقعا في أيدي عناصر التنظيم».

رئيس بلدية روما السابق أوضح أيضاً أن التمثالين النصفيين، اللذين حطم مسلحو التنظيم وجهيهما بالمطارق، تم نقلهما إلى روما عبر لبنان، بعدما وُضعا في مأمن في دمشق عندما استعاد الجيش السوري وحلفاؤه تدمر. وقال إن التمثالين «هما ربما التحفتين الفنيتين الوحيدتين اللتين لم تسرقا وخرجتا من منطقة النزاع في سوريا لترميمهما»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «هذه البادرة ليس لها أي بعد سياسي» من جانب ايطاليا «لجهة دعم أي موقف كان»، باعتبار أن بلاده «قامت بذلك وستقوم بذلك أياً كان البلد الذي يقدم الطلب».
يذكر أن «داعش» سيطر على تدمر بين أيار/مايو 2015 وآذار/مارس 2016، وارتكب طوال فترة سيطرته تلك أعمالاً وحشية، كما دمر آثاراً عدة بينها معبدا «بعل شمسين» و«بل»، وقوس النصر فضلاً عن قطع أثرية عديدة في متحف المدينة.

(الأخبار، أ ف ب)