رياضات بحرية | «قديش عم تعمل؟». هذا هو السؤال الذي يطرح دائماً على ممارسي رياضة الغوص، وهو يعني أمراً من اثنين: إما العمق الذي يصل إليه الشخص، أو الوقت الذي يستطيع خلاله أن يكتم نفسه تحت الماء. والاحتمال الثاني يوجّه عموماً إلى ممارسي الغطس الحرّ الذي يعتمد على حبس النفس من دون استخدام عبوات الهواء.
هذا الأسلوب في الغطس قديم، ويعتمد على اللياقة البدنية العالية وعلى التمرين المتواصل ليصبح الشخص قادراً على إطالة النفس من خلال إبطاء دقات القلب ما يخفض استهلاك الأوكسجين وتكبير سعة الرئتين لتخزين كميات أكبر من الهواء. الأمر يستحق العناء، إذ قد يصل الغطاس لاحقاً إلى عمق 214 متراً (العمق الذي وصل إليه الإنسان حتى اليوم)، ما يتيح له الاستمتاع برؤية الحياة البحرية، ويسهّل عليه الاقتراب من الأسماك والسلاحف وحتى القرش والدلفين، من دون إخافتها من الأصوات الصادرة عن عبوات الغطس.
لا عمر محدداً لبداية تعلم هذه الرياضة، كما أنها لا تعتمد على العضلات، ما يسمح لكبار السن بممارستها. ويبدأ تعلّم الغطس الحرّ بجلسة نظرية تدوم نحو ساعتين، يشرح خلالها المدرّب كيفية عمل الجسد وتفاعله مع بيئة غريبة كالبحر، بالإضافة إلى تقنيات التنفس والتفاعل مع أي عارض قد يصيب الغطاس.

للكثيرين تكمن المشكلة
في كلفة التجهيزات التي قد
تصل إلى 700 دولار
ينتقل بعدها الراغب بتعلم الرياضة إلى البركة حيث تدور الحصص حول كيفية التصرف في الماء وتطبيق الصفوف النظرية لمدة لا تتجاوز الست ساعات مقسمة إلى ثلاث حصص لا تتعدى كلّ منها الساعتين منعاً من إنهاك المتدرّب. وفي المحطة الأخيرة يجري تطبيق كلّ ما تعلّمه التلميذ في البحر مع محاولة الغوص حتى عمق 18 متراً للكشف على أسلوبه وتفاعله. عند الانتهاء من هذه الدورة ينال الهاوي شهادة تخوّله ممارسات الرياضة في مختلف أنحاء العالم.
للكثيرين تكمن المشكلة في كلفة التجهيزات التي قد تصل إلى 700 دولار، من دون احتساب كلفة التعلم والشهادة التي تناهز الـ400 دولار. لذا يلجأ البعض إلى الغطس باستعمال العبوات (scuba diving)، إذ يسهل استئجار معدات بكلفة زهيدة أي حوالى الـ50 دولاراً بالنهار، لكن الشهادة تبقى ضرورية لخطورة الغطس من دون تعلم. تسمح العبوات بالبقاء لأوقات أطول من الغوص الحر (بحسب العمق وكميات الهواء التي يستهلكها الغواص وعوامل أخرى عدة) وقد تتعدى الساعة المتواصلة ما يسمح بالتحرك والمراقبة بشكل أفضل.
تبدأ رحلات تعلم الغوص بالعبوات بأربع حصص نظرية، تتبع بجلستين في البرك حيث يتعلم الطالب التأقلم مع المعدات التي يستعملها، لينتقل بعدها إلى البحر حيث يخوض أربع غطسات بمرافقة مشرف. تنتهي الدورة بامتحان ينال بموجبه شهادة تسمح لحاملها بممارسة هذه الرياضة. الدورة التي تمتد على 31 ساعة تصل كلفتها إلى500 دولار. أما لمحبي الإثارة الملتزمين ميزانية محددة فيستطيعون الاشتراك بما يسمى «اكتشف الغوص»(Discover Scuba) حيث يخضعون لحصة نظرية واحدة (ساعة) ما يخولهم الغوص إلى حد 10 أمتار بمرافقة مشرف بكلفة مخفضة هي 100 دولار.
نوعا الغوص خطران، ولا ينصح بممارستهما من دون تعلّم وإشراف، لكن الغوص إلى أعماق البحار قد يصبح عشقاً لا ينتهي مع انتهاء فترة الصيف.