تنتهي اليوم الاستشارات البروتوكولية بين الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري والكتل النيابية، لتُغلق صفحة الشكليات، ويبدأ التفاوض الجدي حول الحصص الحكومية. وسَجَّل الحريري يوماً حافلاً أمس، بلقائه الكتل النيابية الكبيرة، بداية مع الرئيس نبيه برّي، الذي أكّدت مصادره أن اللّقاء كان إيجابيّاً جداً بين الرئيسين، إضافة إلى الجلسة الإيجابية بين الرئيسين والرئيس ميشال عون أوّل من أمس. غير أن كلام الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله توّج اللقاءات الثنائية والثلاثية بمواقف جامعة وإيجابية، ما دفع مصادر بارزة في التيار الوطني الحر إلى منح المرحلة سمة «مرحلة التسهيل». وقالت المصادر إن «أي طرف لا يملك ترف التعطيل ووقف اندفاعة العهد ولو كان لديه بعض الاعتراضات». وتوقّفت المصادر عند كلام نصرالله عن الرئيس برّي، مشيرةً الى أنه أعطاه تفويضاً سياسيّاً لإدارة المرحلة، ما يمنح الأخير هامشاً أوسع للمناورة، مع تأكيد المصادر أن «الاعتقاد هو أن بري سيسهل عملية التأليف ولا يتوجّه أبداً إلى التصعيد». وبحسب مصادر التيّار، فهناك شبه اتفاق على 3 معايير لتأليف الحكومة، بحسب ما ظهر من الاستشارات قبل التكليف وبعده: أوّلاً حكومة شراكة وطنية لا تستثني إلّا من يريد إخراج نفسه منها، ثانياً حكومة من 30 وزيراً، ومع احترام الأحجام التمثيلية لكل طرف. علماً بأن مصادر بارزة في حزب القوات اللبنانية أكّدت لـ«الأخبار» أن «اتجاهنا نحن والتيار هو لتأليف حكومة من 24 وزيراً، لكنّ الحريري يصرّ على 30 وزيراً لكي يرضي الجميع». وثالثاً، «بما أن خطاب القسم لاقى إجماعاً من جميع القوى السياسية، فإنه يمكن أن يكون معبراً للبيان الوزاري»، علماً بأن موضوع البيان الوزاري لا يزال من المبكر الحديث عنه.وحول موقف القوات اللبنانية وحصّتها، قالت المصادر القواتية إن «ما طالبنا به هو وزارة سيادية ومتوسّطة وخدماتية بحسب تصنيفات اتفاق الطائف للوزارات، من دون تحديد عددها، لكنّ الاتفاق بيننا وبين التيار هو التساوي في الحصص». وتصرّ المصادر على أن «هناك وزارة سيادية ستكون من حصّتنا، ليس طمعاً لكن انصافاً وعلى الآخرين إذا ما أرادوا الشراكة فعلاً أن يعطوا القوات حصتها، ونحن لا نريد العرقلة». وأكّدت المصادر أنه «لا أحد يريد احتكار الحصة المسيحية، ولا مشكلة في اعتبار الوزير ميشال فرعون من حصتنا»، لكنّ مصادر الرئيس الحريري وبرّي وحزب الله تؤكّد أن مسألة حصول القوات على وزارة سيادية أمر مستحيل، وخصوصاً أن الوزارتين السياديتين اللتين سيتولاهما وزيران مسيحيان هما الدفاع والخارجية.
وفي هذا الإطار، علمت "الأخبار" أن الرئيس بري حذّر الحريري من وجود مخطط لدى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يسعى إلى إبعاد حزب الكتائب وتيار المردة عن الحكومة، لكي يحتكر القوات التمثيل المسيحي غير المرتبط برئيس الجمهورية. ونصح بري الحريري بالسعي إلى توزير كتائبيين وممثلين عن تيار المردة، واعداً بالسعي إلى تذليل أي عقبات في هذا الصدد.
(الأخبار)