تؤكد التقارير العبرية أن عدد الجرحى الذين تلقوا العلاج في المستشفيات الإسرائيلية وصل إلى أكثر من 2000 جريح، وذلك قبل المعارك الأخيرة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في ريف القنيطرة المحاذي للحدود. جراء هذه المعارك، ارتفع العدد إلى 2500 جريح، معظمهم نقل إلى مستشفى زيف في مدينة صفد، حيث مقر قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.سياسة تلقّي المسلحين للعناية الطبية لا تنقطع منذ شباط عام 2013. على الأقل، كانت هي المرة الأولى التي أعلنت إسرائيل عن تدخّلها في الدعم اللوجستي، طبياً، لمصلحة الجماعات المسلحة. في موازاة هذه السياسة المعلنة، تسرّب عن المسؤولين الإسرائيليين حديث تأكيدي عن دعم يتجاوز الدعم الطبي، وهو ما عاد وأكده من جديد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، قبل أيام، حول العلاقة الخاصة المتبادلة، التي تربط الجيش الإسرائيلي بالجماعات المسلحة، في تأمين الحدود وإشغالها كخط دفاعي أول، كمنطقة أمنية غير معلنة، لحماية إسرائيل من أي هجمات.
بدأت الجمعية التغلغل داخل مجتمعات يسيطر عليها المسلحون

في موازاة ذلك، ينشط الجيش الإسرائيلي واستخباراته في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، عبر «جمعيات إنسانية»، تقاد من قبل المؤسسة الأمنية. أهم هذه الجمعيات جمعية «عماليا» التي يرأسها رجل الاعمال الإسرائيلي الاميركي موتي كاهانا. وهي جمعية تستخدم الغطاء الانساني لتمرير وتنفيذ أجندة استخبارية إسرائيلية، ومن بينها، كما تعلن الجمعية، إعداد الأرضية اللازمة لإقامة «منطقة آمنة» في الجنوب السوري، ونسج علاقات ودية تصالحية مع تبادل التزامات بين الجماعات المسلحة التي تسيطر على الجنوب السوري والجيش الإسرائيلي، تحقيقاً لهدف «المنطقة الآمنة»، بما يشبه إلى حدّ كبير المنطقة الأمنية في جنوب لبنان، قبل عام 2000.
تكشف صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه بتوجيه من الجيش الإسرائيلي، بدأت جمعية «عماليا» التغلغل داخل مجتمعات القرى والبلدات التي يسيطر عليها المسلحون بالقرب من الحدود، عبر تقديم المواد الغذائية والبطانيات والحليب للرضع... وأيضاً تجميع أطفال مع عائلاتهم وجلبهم إلى إسرائيل، لما قيل إنها معاينة طبية وتمضية فترة نقاهة في المستوطنات.
وتشير «يديعوت أحرونوت» إلى أنّه «في ظلمة الليل»، وصل إلى منطقة الحدود "باص" تابع لجمعية «عماليا»، وفي داخله 21 طفلاً سورياً مع أهاليهم قادمين من ريف القنيطرة، وأدخلوا سريعاً إلى إسرائيل. هذا الإجراء، تضيف الصحيفة، هو جزء من إجراءات مماثلة تتواصل منذ أسابيع.
تكشف الصحيفة أيضاً أنّ مبادرة «عماليا» جاءت بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وبالتنسيق أيضاً مع جهات مسيطرة على المناطق التي جمع منها الأطفال وعائلاتهم في الجانب الآخر من الحدود. يشير ذلك إلى أن «جبهة النصرة» التي تسيطر وجماعات مسلحة أخرى على ريف القنيطرة، «غضّت النظر» عن عملية البحث والجمع في داخل هذه القرى عن أطفال وعائلاتهم، وجال فيها العاملون والوكلاء عن جمعية «عماليا»، بحرية تامة.
رئيس جمعية «عماليا» موتي كاهانا، قال للصحيفة إن «الرؤية الموجودة لدى جمعيتنا هي مساعدة السوريين في الجانب الثاني من الحدود. ومن ناحيتنا الأمر يتعلق ببداية طريق في محاولة لإيجاد منطقة آمنة بالقرب من الحدود، وتحديداً في المناطق التي لا يوجد فيها الجيش السوري».
كاهانا يأمل أن يجنّد أيضاً أميركيين وأوروبيين لحملة المساعدة التي تقدمها جمعيته، التي تنسق بشكل مباشر مع جهات ذات صلة في الجيش الإسرائيلي. وبحسب مصادر في الجمعية، الهدف من هذه الأنشطة هو إعادة تأهيل المجتمع المدني في القنيطرة، الذي تضرر كثيراً نتيجة الحرب. وتلفت إلى أنّ الايام كفيلة بالإجابة إن كانت هذه الأنشطة ستحقق نتائج أو لا، في منطقة تكثر فيها الفوضى والأحداث غير المتوقعة.