من بين أكثر من مئة بلدية في قضاءي المتن وكسروان، رُفعت النفايات من 45 بلدية فقط، فيما 55 بلدية بقيت تتخبّط، أمس، في نفاياتها (المُكدّسة والجديدة)، مُعتمدةً على تدابيرها "الفردية".أول من أمس، ربط وزير الزراعة المُكلّف بمتابعة ملف النفايات، أكرم شهيّب، إزالة النفايات المُتكدسّة في شوارع المتن وكسروان بـ"هِمّة" بلديات المنطقة وقُدرتها على إيجاد موقع لتخزين النفايات القديمة وتوضيبها وتغليفها، إفساحاً في المجال أمام "سوكلين" كي تقوم برفع النفايات "الطازجة"، تمهيداً لفرزها ومن ثم نقلها الى موقع التخزين المؤقت في برج حمّود.
يقول المكتب الإعلامي لـ"سوكلين" إنه عند نهاية يوم أمس، استطاعت الشركة أن ترفع النفايات لـ45 بلدية. ويلفت المكتب الى أن "هذه البلديات هي التي كانت جاهزة لإزالة نفاياتها الجديدة". بمعنى آخر، هذه البلديات هي التي استطاعت أن تُدبّر مواقع تخزين لنفاياتها التي تراكمت في الشوارع على مرّ الأسابيع الماضية.
غالبية البلديات لا تزال مُربكة ولم يتم إعلامها بـ"مصير" نفاياتها

تواصلت "الأخبار" مع عدد من بلديات المتن وكسروان، وتبيّن أن غالبية هذه البلديات لا تزال مُربكة ولم يتم التواصل معها من قبل المعنيين لإعلامها بـ"مصير" نفاياتها، خصوصاً تلك البلديات التي لا تملك عقارات لتخزين النفايات القديمة. مثلاً، بلدية ذوق مُصبح، لا تزال تركن نفاياتها "بين البيوت"، كذلك بلدية الجديدة ــ البوشرية ــ السدّ لا تملك عقارات، يقول رئيس بلديتها أنطوان جبارة: "لدينا طرقات وزوايا، لا نملك عقارات". أمّا بلدية يحشوش، فهي تملك عقاراً صغيراً "لا يُلبّي حجم النفايات المُكدّسة"، وفق رئيس البلدية كارل زوين.
بعض البلديات قالت إنها تملك عقارات للتخزين المؤقت وإنها قامت بـ"الإرشادات" التي أعلن عنها شهيّب عبر "الإعلام" (التوضيب عبر البالات)، لكنّ "سوكلين" لم تزرها أمس، كبلدية كفردبيان مثلاً، وبلدية المنصورية ــ المكلّس ــ الديشونة، التي يقول رئيس بلديتها وليم نصّار إن البلدية قامت بإزالة النفايات المُكدسة وتركت النفايات الجديدة في المُستوعبات "لكنّ الشركة لم تأت وترفعها"، مُتسائلاً: "غداً تُصبح هذه النفايات قديمة وغير قابلة للفرز، فهل ستقوم برفعها سوكلين وتعترف بها كنفايات جديدة أم أنها ستُضاف الى النفايات المكدسة في العقار الذي تتقلّص قدرته الاستيعابية؟". أما بلدية قرنة شهوان ــ عين عار ــ بيت الككو والحبوس، فتقول إن "سوكلين" رفعت النفايات أول من أمس لكنها لم تعاود المجيء يوم أمس. بعض البلديات كعجلتون، تقوم حالياً بتغليف النفايات ووضعها في بالات "كي تُميّزها الشركة عن النفايات الجديدة وتقوم برفعها".
تُجمع هذه البلديات على التكاليف التي تتكبّدها لقاء الجمع والنقل، فضلاً عن تكاليف الفرز اليدوي الذي لجأت اليه بعض البلديات علّها "تُصرِّف" نفاياتها المُفرزة، كبلدية برمانا التي تركن نفاياتها حالياً في عقار خاص تابع لرئيس البلدية بيار الأشقر. تشكو هذه البلديات من التكلفة "البلا طعمة"، على حدّ تعبير أحد رؤساء البلديات، وتُجمع على مطلب واحد: "إزالة النفايات من شوارعها".
في اتصال مع "الأخبار"، يقول شهيّب إن العمل بدأ مع 45 بلدية، و"فور جاهزية كل بلدية، سيتم التواصل مع سوكلين ومجلس الإنماء والإعمار لإزالة نفاياتها". ماذا عن مصير النفايات المتراكمة التي يجري تخزينها وتوضيبها؟ يُجيب شهيّب: "نبحث عن مكان لطمرها بهدوء"، لافتاً الى أنه "على كل حال ستجهز الخلية الأولى للمطمر في 7 تشرين الأول المُقبل"، في إشارة الى إمكانية اعتماد مطمر برج حمود لـ"دفن" هذه النفايات.
السعي الى إزالة النفايات المتكدّسة وتوضيبها والعمل على نقل النفايات الجديدة فقط، يعود الى رفض بلدية برج حمّود، وحزب الطاشناق، استقبال هذه النفايات لاستحالة فرزها. وأصدرت بلدية برج حمّود، أمس، بياناً أعلنت فيه إعادة فتح الطريق المؤدي الى مركز التخزين المؤقت أمام النفايات الجديدة فقط، "أما النفايات القديمة التي تكدست على الطرقات، فإن البلدية غير معنية بها ولا يمكنها استقبالها في المكب المستحدث".