لو أردت أن تعرّف لبنان بكلمة لقلت "الميدل إيست". فما بين الوطن الصغير وهذه المؤسسة تشابه الى حد التماهي. تاريخ وحكايات لا تنتهي من الجراحات والانبعاث، من الهبوط والتحليق... وكأنك وأنت معلق ما بين الأرض والسماء تعيش أكثر من تجربة سفر وأكثر من قصة وطن.
كل طائرة قادرة على نقلك من بلد الى آخر ومن وجهة الى أخرى، لكن قلة من الطائرات تنقلك الى عالم الأمل والتفاؤل. الميدل إيست صورة حيّة عن القيامة، مثلها مثل لبنان، لا تشيخ، وكأنها سقيت إكسير الحياة والشباب. الميدل إيست ولبنان كطائر الفينيق مكتوب لهما الانبعاث الدائم، والحياة المتجددة.
وكان العيد السبعين لشركة طيران الشرق الاوسط - الميدل ايست MEA تحول الى تظاهرة وطنية حاشدة وكبيرة للاحتفاء بالمناسبة برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضوره، ومشاركة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعدد كبير من الشخصيات الرسمية من وزراء ونواب حاليين وسابقين وفاعليات سياسية وعسكرية وقضائية واقتصادية ودبلوماسية واعلامية الى جانب رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت وأعضاء مجلس الادارة.
فبدعوة من الحوت جمعت الميدل - ايست في هنغار الشركة في مقر ادارتها العامة بالمطار عدداً كبيراً من محبيها والشخصيات التي شاركت في هذا الاحتفال.
ومع انطلاق الاحتفال قامت طائرة من نوع إيرباص 321 مطلية بألوان الميدل - ايست القديمة بالتحليق فوق مدينة بيروت لمدة اربعين دقيقة وعلى متنها الكابتن سعدالدين دبوس أول قائد طائرة لبناني يحمل بطاقة رقم واحد للطيران في لبنان والبالغ من العمر حاليا 90 سنة، وأيضاً كل من ولديه وحفيديه الطيارين في الشركة أيضاً طارق وهشام وسعد ووسيم دبوس كدلالة على أن الميدل-ايست تواكب الأجيال، إضافة الى سبعين مضيفاً ومضيفة يشكلون في زيهم المراحل التي قطعتها الشركة منذ تأسيسها في 1945 وحتى اليوم.
وألقى الحوت كلمة قال فيها: "لقد انتقلت الميدل-ايست من شركة مفلسة كانت تشكل عبئاً على الدولة الى شركة تحقق الأرباح بشكل مستمر منذ 14 سنة... لقد بلغت الأرباح المجمعة بين 2002 و2014 أكثر من 800 مليون دولار أميركي مقابل خسائر متراكمة بلغت 730 مليون دولار اميركي قبل الإصلاح وتم توزيع أنصبة أرباح بقيمة 330 مليون دولار وارتفعت حقوق المساهمين بمبلغ 670 مليون دولار".
وشدد الحوت على "ان توسعة الاسطول الجوي والخطوط سيبقى هدفنا حتى تعود بيروت رائدة في عالم الطيران ونقل المسافرين والشحن والأهم ان تبقى مطار الشرق وخزان الكفاءات والموارد البشرية التي تمنح لبنان حجماً لا يقاس بالجغرافيا أو بأي حسابات صغيرة".
(الأخبار)