على بعد أيام قليلة من موعد بدء الامتحانات الرسمية في 5 حزيران الجاري، بدا وزير التربية الياس بو صعب متيقناً من أنّ أحداً لن يجرؤ على تعطيلها. قال إنّه أخذ وعداً من هيئة التنسيق بأن الامتحانات ستجري في مواعيدها، وبأن الأساتذة سيصححون، مع أنّ الإضراب حق دستوري والهيئة النقابية لا تحتاج إلى إذن أو إجازة من أحد لتنفيذه.
وبرغم ذلك قد يطمئن مثل هذا التصريح تلامذة الشهادات الرسمية وأهاليهم، وإن كان يصعب أن يخفف من ثقل الأيام المقبلة. فالامتحانات بحد ذاتها عبء كبير، والنجاح فيها هو الحكم الفاصل الذي تتوقف عليه جهود سنة كاملة بأمها وأبيها. لا قيمة هنا لأي تقويم آخر صفي ولاصفي. كل شيء يسير على ايقاع أيام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وتقرر المصير والمستقبل.
وبذلك يصبح التوجه للحفظ الأعمى للحقائق والمعلومات من الكتب المقررة التي ستطرح منها أسئلة الامتحان أولى من تنويع المصادر وإغناء الشخصية بالبحث والتعلم الذاتي... فهذه النواحي لا توضع لها علامات.
أسئلة التذكر والفهم والتطبيق تطغى على أسئلة التحليل والتوليف وابداء الرأي، ما يجعل التربويين يقولون إننا «لا نعرف مدى فعالية نظام الامتحانات الرسمية المعمول به في الوقت الحاضر في قياس قدرات التلامذة وأهليتهم للانتقال إلى مراحل التعليم الأعلى».