من المتوّقع أن يُناقش مجلس الوزراء، اليوم، البند المتعلّق بطلب وزير الداخلية والبلديات الموافقة على قرار بلدية بيروت الرقم 375 تاريخ 15/6/2016، المُتضّمن تعديل قرار مجلس الوزراء الرقم 46 تاريخ 30/1014 لجهة الإجازة لبلدية بيروت بتلزيم أعمال تحويل النفايات المنزلية الصلبة إلى طاقة عبر تقنية التفكّك الحراري. تُفيد المعطيات أن خيار المحارق كان الخيار "الإستراتيجي" الأول لبلدية بيروت ولمجلسها الجديد، الذي تعهّد بخطة مُستقلّة لمعالجة نفايات بيروت. يقول عدد من أعضاء المجلس البلدي لـ "الأخبار" أنه ما من قرار نهائي حتى الآن حول اعتماد خيار المحارق لمعالجة النفايات، لافتين الى أنهم "بانتظار سحب الملف من مجلس الإنماء والإعمار"، إلا أن المعلومات توحي بتوجّه شبه حاسم نحو خيار المحارق.
منذ يومين، استقبل محافظ بيروت القاضي زياد شبيب ورئيس المجلس البلدي جمال عيتاني وفدا دانماركيا للاطلاع على التجربة الدنماركية في مجال تحويل القمامة الى طاقة، وهو ما يُعزّز التوجّه الجدي لدى البلدية نحو خيار المحارق.
بحسب مجلس الإنماء والإعمار، ما من "ملف كي يُسحب"، ذلك أن بلدية بيروت سبق أن انسحبت من مناقصة الكنس والجمع. ماذا عن مناقصة المعالجة والفرز إذاً؟ يقول مصدر معني في المجلس إن المُناقصة سارت من دون احتساب كمية نفايات بيروت. بمعنى آخر، بلدية بيروت انسحبت من مناقصة الفرز والمعالجة أيضا التي سيعلن نتائجها مجلس الإنماء والإعمار في 25 تموز المُقبل.
بحسب احد الأعضاء في المجلس البلدي، يجري الإعداد لمناقصة الجمع والكنس الخاصة ببلدية بيروت. هل ستُشارك "سوكلين" في المُناقصة؟ يجيب: "سوكلين اللاعب الأبرز في هذه المناقصة".
سوكلين ستكون اللاعب الأبرز في مناقصة بيروت

خطوة بلدية بيروت نحو ادارة نفاياتها بشكل مُستقلّ تستوجب موافقة اللجنة الفنية المركزية، التي يرأسها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وفق نص القرار الوزاري المتخذ في أيلول الماضي، والمُستند الى تقرير لجنة الخبراء التي ترأسها وزير الزراعة أكرم شهّيب. حينها، سُجّل للتقرير "إقراره" بحق البلديات في ادارة نفاياتها على مسؤوليتها، ولكنه اشترط موافقة اللجنة (تضم وزير البيئة ومكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإجتماعية ومجلس الانماء والاعمار اضافة الى الاستعانة بالخبراء الدوليين والمحليين). ومن ضمن مهمات هذه اللجنة إعداد برنامج تدريبي وتثقيفي وإعداد الإرشادات اللازمة وغيرها (...) فهل وافقت اللجنة على قرار بلدية بيروت؟
بحسب وزير البيئة محمد المشنوق، فإن الموضوع أكبر من اللجنة الوزارية وبالتالي "من المنطقي ان يُعرض على مجلس الوزراء وأن يشرح الوزير المشنوق الاقتراح الذي تقدّم به"، لافتا الى أن اللجنة لم تعقد اجتماعاتها بعد!
تجدر الاشارة ان مجلس الوزراء كان قد اتخذ القرار الرقم 1 الصادر في 1/12/2015 (الخطة الوطنية للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة)، الذي نص (في المرحلة الثانية) على اعداد دفاتر التلزيم لمناقصات التفكك الحراري في المدن الرئيسية، تطبيقا لقرار مجلس الوزراء الرقم 55 تاريخ 1/9/2010، والقرارين المكملين له (قرار مجلس الوزراء الرقم 46 تاريخ 30/10/2014 المعدل بالقرار الرقم 1 تاريخ 12/1/2015)، وإطلاق المناقصات ذات الصلة.
يقول المعنيون في مجلس الإنماء إن المناقصات المتعلّقة بتحويل النفايات الى طاقة حرارية، تنقسم الى شقين، الأول متعلّق بدراسة أهلية الشركات، وقد بدأ المجلس يسير بها، أما الشق الآخر، فهو متعلّق بتلزيم الأشغال "وهو لا يزال عالقا عند مجلس الوزراء".
يرى الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح أن خيار المحارق يقطع الطريق أمام الحل المُستدام الذي وعدت به الحكومة في قرارها المُتخّذ في أيلول من العام الماضي (تاريخ اندلاع التظاهرات والاحتاجاجات)، ذلك أن العقود التي ستوّقع مع شركات تشغيل المحارق ستكون قائمة على أساس الأطنان "وسيكون من مصلحة المُشغّل أن تزيد نسبة النفايات لا أن تتناقص عبر الفرز أو إعادة التدوير"، وبالتالي يغدو الحديث عن فرز ومن ثم حرق "كذب ودجل على اللبنانيين". ينطلق قديح من هذه النقطة ليُشير الى أنه بمجرّد ما جرى تشغيل محرقة واحدة "سيُفتح سوق المحارق في لبنان". يقول قديح إن خيار المحارق مُكلف أكثر من خيار الطمر حتى، لافتا الى أن الدولة تبحث عن الخيارات التي تستطيع أن تُكسب سياسييها المزيد من العمولات والمحاصصات، مُقدّرا الكلفة الإنشائية للمحارق بنحو مليار و200 مليون دولار، ومُشيرا الى أن "أصغر محرقة ستُكلّف بين 300 و400 مليون دولار". يقول: "الكلفة التشغيلية للمحارق عالية لأنها تتطلّب فريق عمل مختص ولأنها بحاجة الى الصيانة المستمرة والى قطع غيار، فضلا عن كلفة الفلاتر الواجب اعتمادها لتحقيق مواصفات مقبولة نوعا ما". يُشير قديح الى خطر الرماد المتطاير المخزّن في أكياس الفلاتر، ويقول انه من النفايات الخطرة التي تستدعي التخلّص منها عبر طمر صحي دقيق، متسائلا "هل سيعمدون الى طمره في البحر أيضا كما يفعلون الآن؟". كذلك فإن أبراج غسيل الغازات ستنتج منها غازات كيميائية ملوّثة فأين سيذهبون بها؟




مسار المناقصات


يُتوقع ان تُعلن نتائج مناقصة أعمال الكنس والجمع والنقل لأقضية جبل لبنان والمتن وكسروان يوم الثلاثاء المُقبل. كذك ستعلَن نتائج مناقصة إنشاء المركز المؤقت للطمر الصحي عند مصب نهر الغدير (مطمر الكرنتينا) بعد غد الجمعة، فيما المُتوّقع أن تعلَن نتائج مناقصة الإشراف على مهمات إنشاء مطمر برج حمّود والكوستابرافا منتصف الأسبوع المُقبل.