كانت أمي؛ حينما كنا نذهب لزيارة أصدقاء الأسرة في السودان توصينا بأن لا نشرب كوب الشربات للآخر... لا بد ــ من وجهة نظرها ــ أن نترك به بعض القطرات ــ حتى لا نبان للناس أننا فجعانون. وهذا التحذير كان ينطبق أيضاً على الونبوني، والحاجات الثانية. هذا ما أطلق عليه الآن «ترفّع الفقراء» وقد أصبح عقيدة خاصة بي أن أحاول أن أترفع عن السفاسف والصغائر. أحياناً أنجح وأحياناً أفشل، لكني أعتبر نفسي دائماً في حالة تأهب لكي لا أنغمس في التفاهات اليومية. السفاسف تذكرني بقميص عثمان وجائزة كتارا. رؤوف مسعد
(كاتب مصري)

الذين يحبون المغرب عليهم أن يفضحوا الجرائم، عوض سترها. المستفيدون من الدعارة في المغرب هم من يظل الصمت والتكتم دائماً لصالحهم. حين يرفعون شعار الأخلاق يخفون خلفه دائماً وساخة لا يتصورها ضمير حي. ليس الفتيات هن المستفيدات من الدعارة في المغرب، وليس الأطفال، بل المروجون الكبار وأصحاب الفنادق الكبرى، المتحكمون في رقاب فقراء المدن الكبرى باسم السياحة. ليس فيلم نبيل عيوش هو من يسيء إلى صورة المغرب ولا إلى الأخلاق، بل ما يسيء إلى صورة المغرب وإلى أخلاق المغاربة هو أن يغتصب طفل مغربي في مراكش.
محمد بنميلود
(شاعر مغربي)

منذ سنة تقريباً، بدأت الانهيارات النفسية لعدد كبير من السوريين. الأعراض واضحة، ولا حاجة إلى شرحها. فجأة، يصمت أحد ولا يكمل الجملة. نقاش يتوزع بين جبهة النصرة والنظام، وكرة القدم والتبولة خلال دقائق قليلة. ضغط وإحساس بضيق في الصدر، والحديث عن الذهاب إلى الأطباء النفسيين لم يعد يثير التكتم، بل الراحة.
خالد خليفة
(كاتب سوري)

أيها الشاعر، لا ورد بعد الآن، اشحذ همتك، العالم ركامٌ من النفايات ينبغي تدويرها.
عبد الصبور عقيل
(شاعر مغربي)

لست راغباً في إغضاب أحد. لكن العراق وسوريا كما نعرفهما خرجا من التاريخ. عدد الدول التي سينتهي إليها العراق معروف بشكل عام. أما سوريا فعدد الدول التي ستتشظى إليها غير معروف حتى الآن. ربما ثلاث وربما خمس.
يعني: (الثورات) حطمت، عملياً، دولتين عربيتين مركزيتين، وولدت منها ستة كيانات جديدة على الأقل.
بعرف إنها خبرية مش حلوة، بس اللي بيقلّكم غير هيك بيستغفلكم.
زكريا محمد
(شاعر وكاتب فلسطيني)