قفز روي هودجسون مدرب إنكلترا عالياً مطلقاً العنان لفرحته عند صافرة نهاية المباراة أمام الجارة اللدودة ويلز. ما كان هذا المدرب ليفعل ذلك لو لم تبتسم له الكرة في الثواني الأخيرة وتمنح منتخبه فوزاً بشق الأنفس 2-1، بل على العكس كان سيخرج من الملعب ووجهه مكفهر كما كان عليه أغلب دقائق المباراة إذ إن ما قدمه "الأسود الثلاثة" أمس كان مخيباً تماماً رغم حصدهم النقاط الثلاث، وكان الرجل سيتعرض اليوم لحملة شعواء من الصحف في بلاده التي تعرف بحدتها في مثل هذه المناسبات.هذا الأمر ليس مرده إلى تسجيل الإنكليز هدف الإنتصار في الوقت بدل الضائع من المباراة عبر البديل دانيال ستاريدج من تبادل للكرة لتصل إليه في المنطقة الويلزية ويسددها في الزاوية الضيقة لمرمى الحارس واين هينيسي فحسب، بل لأنهم قدموا أداء باهتاً مع سيطرة عقيمة دون فرص ولم يظهروا حتى بالصورة التي أدوا بها المباراة الأولى أمام روسيا رغم أن هذه الأخيرة بحد ذاتها لم تكن تخولهم إثبات جدارتهم كمنافسين على اللقب.
فازت إنكلترا بهدفي البديلين جايمي فاردي ودانيال ستاريدج

دخل هودجسون لقاء ويلز محتفظاً بالتشكيلة التي لعب بها المباراة الأولى لكن ورغم الحماوة التي سبقت المواجهة باستفزاز غاريث بايل وآرون رامسي للإنكليز وقول مدرب "الأسود الثلاثة" انه سيرد في الملعب إلا أن المباراة جاءت حذرة ومغلقة. وإذا كان مفهوماً أن يعمد الويلزيون إلى إقفال منطقتهم والإعتماد على كرة مرتدة من هنا أو هناك أو كرة ثابتة لـ "لدغ" الإنكليز وهذا ما حصل بهدف التقدم الذي أحرزه غاريث بايل من ركلة حرة من حوالي 30 متراً فشل الحارس جو هارت في التصدي لها لتسكن شباكه (42)، وذلك انطلاقاً من إمكاناتهم مقارنة بالإنكليز، فإن ما هو غير مبرر أن أداء هؤلاء الأخيرين بدا بطيئاً وبدوا غير قادرين على الوصول إلى مرمى خصومهم الذين أجادوا تضييق المساحات والمراقبة اللصيقة وخصوصاً على رحيم سترلينغ ما أدى إلى سقوط هاري كاين في حضن الدفاع الويلزي.
بالفعل وبعد إنهاء الويلزيين الشوط الأول متقدمين اعتقد الجميع أن ثورة هؤلاء على جارتهم اللدودة ستبصر النور أخيراً وسيكتبون يوماً مجيداً في تاريخهم لكن الحظ لم يحالفهم رغم أدائهم البطولي إذ إن هودجسون وُفّق بإدخال جايمي فاردي وستاريدج بدلاً من كاين وسترلينغ على التوالي حيث سجل الأول هدف التعادل من كرة وصلته بالخطأ من رأس المدافع آشلي ويليامس فتابعها سهلة في الشباك (56) والثاني هدف الفوز في الوقت بدل الضائع.
نعم لقد كان هذا التبديل وهذان الهدفان أفضل ما فعله هودجسون وقدمته إنكلترا، أما غير ذلك فيمكن القول بوضوح إن الإنكليز، بأدائهم أمس، يعاكسون التوقعات التي وضعتهم كأبرز المرشحين للقب.
- مثّل إنكلترا: جو هارت - كايل ووكر وغاري كاهيل وكريس سمولينغ وداني روز- ديلي آلي وإيريك داير وواين روني وآدم لالانا (ماركوس راشفورد، 73)- هاري كاين (جايمي فاردي، 46) ورحيم سترلينغ (دانيال ستاريدج، 46).
- مثّل ويلز: واين هينيسي- جيمس تشيستر واشلي ويليامس وبن ديفيس وكريس غينتر- نيل تايلور وجو الن وآرون رامسي وجو ليدلي (ديفيد ادواردز، 67)- غاريث بايل وهال روبسون كانو (حوناثان وليامس، 71).
(الأخبار)