انتقل منتخب فرنسا في مباراته الثانية في اليورو من باريس إلى مرسيليا. الآمال في ملعب "فيلودروم" أمام ألبانيا بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كانت كبيرة بأن تكون الصورة مختلفة عما كانت عليه في "سان دوني" عندما فاز "الديوك" على رومانيا في المباراة الافتتاحية دون أن يُقنعوا.كل الأمور كانت في مصلحتهم، ابتداءً من الفارق الشاسع في المستوى بين المنتخبين، وانطلاقاً من تخلص الفرنسيين من ضغط الفوز بالمباراة الافتتاحية التي تكون صعبة غالباً لاعتبارات عديدة، لذا كان التوقع بأن يقدم "الديوك" الأداء القوي الذي يوجهون من خلاله رسالتهم لبقية الكبار بأننا جاهزون.
وباعتبار أن فرنسا لم تكن مقنعة في المواجهة الأولى، أراد المدرب ديدييه ديشان منح تشكيلته صدمة إيجابية بـ"قرار كبير" عبر وضع النجمين بول بوغبا وأنطوان غريزمان على مقعد البدلاء بعد أدائهما السيّئ أمام رومانيا والبدء بالجناحين السريعين أنطوني مارسيال وكينغسلي كومان على حسابهما.
لكن المفاجأة التي أعدّ لها ديشان للجمهور الفرنسي وللخصم ارتدّت عليه، إذ إن الألبان عرفوا كيف يفسدون خطته وتكتيكه تماماً حيث جهّز المدرب الإيطالي جياني دي بيازي خطة مضادة تعتمد على المراقبة اللصيقة لمفاتيح اللعب في فرنسا، وتحديداً نجم المباراة الأولى ديميتري باييه الذي بدا مقيداً في مركز صانع الألعاب، ولم تخرج من قدمه أي تمريرة من تمريراته السحرية.
45 دقيقة أولى كان فيها الفرنسيون صِفراً، إذ لم يصلوا إلى المرمى بأي كرة. بدا القلق والعصبية واضحين على محيّا ديشان، وبدا الشوط الأول في هذه المباراة الأسوأ مستوى منذ انطلاق البطولة، وهذا ما يلام عليه طبعاً الفرنسيون، إذ إن الألبان وبالنظر إلى إمكاناتهم أدوا ما عليهم، لا بل أكثر.
سريعاً وعند بداية الشوط الثاني تنبّه ديشان إلى خطئه التكتيكي وعمد إلى إقحام بوغبا بدلاً من مارسيال من أجل انتقال باييه إلى مركز الجناح الأيسر وتحرره.
لكن رغم ذلك لم يتبدل المشهد مع تماسك الألبان، حتى أنهم اكتسبوا الثقة وأصابوا القائم الأيسر لمرمى هوغو لوريس بكرة مشتركة بين ليديان ميموشاي وباكاري سانيا (52).
ولم يجد ديشان بداً إلا بإدخال غريزمان مكان كومان لتنشيط الهجوم، فابتسمت الكرة له ولفرنسا مجدداً بتسجيل غريزمان نفسه أولاً في الدقيقة الأخيرة بكرة رأسية من عرضية عادل رامي، ومن ثم باييه بمراوغة وتسديدة من داخل المنطقة في الوقت بدل الضائع.
صحيح أن فرنسا فازت وربحت أولى بطاقات التأهل إلى دور الـ 16، لكنها مجدداً بدت غير مقنعة على الإطلاق، ولا شك في أن ما ينتظرها في الأدوار الإقصائية، على هذا الحال، أصعب.
- مثل فرنسا: هوغو لوريس - بكاري سانيا ولوران كوسييلني وعادل رامي وباتريس ايفرا - نغولو كانتي وبليز ماتويدي وكينغسلي كومان (أنطوان غريزمان، 66) وديميتري باييه وأوليفييه جيرو (أندريه بيار جينياك، 77) وأنطوني مارسيال (بول بوغبا، 46).
- مثل ألبانيا: اتريت بيريشا - السيد هوساي وميرغيم مافراي وانسي اغولي (فريدريك فيسيلي، 85) - اندي ليلا (اوديسي روشي، 71) وامير ابراشي وبوريم كوكيلي (تاولنت جاكا، 74) وليديان ميموشاي وارمير لينجاني - ارماندو ساديكو.