بعد فوزه على بنفيكا في المباراة النهائية لمسابقة "يوروبا ليغ" عام 2013، خرج البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشلسي الإنكليزي ليقول للاعبيه إنه لا يريد الفوز بهذا اللقب في العام المقبل وإنهم يجب ألا يعتادوا أنها البطولة التي تليق بهم. ولم يكن مورينيو أول من يتحدّث بسلبية عن البطولة التي دُمجت بكأس الكؤوس الأوروبية عام 1999، إذ سبقه "القيصر" الألماني فرانتس بكنباور الذي سماها "كأس الخاسرين".
حضور جماهيري ضعيف

الحقيقة أن البطولة "الثانية" في أوروبا تعاني العديد من السلبيات التي تؤدي إلى هروب الفرق الكبرى من المشاركة فيها. فالتوقيت الذي تُقام فيه مبارياتها، أي ليل الخميس، يُصعّب المهمة على الفرق المنافسة في البطولات الكبرى، لأنها تقلّص من أوقات الراحة قبل انطلاق مبارياتها في الدوري المحلي في نهاية الأسبوع. كذلك فإن الحضور الجماهيري في مباريات "يوروبا ليغ" هو أقل بكثير من ذاك الذي يشهده دوري أبطال أوروبا، حيث سجل أياكس أمستردام الهولندي أعلى معدل حضور جماهيري لفريق على ملعبه في مباراة واحدة، وقد وصل إلى 49259 متفرجاً في الموسم الحالي. أما في دوري أبطال أوروبا، فأعلى معدل حضور جماهيري في المباراة الواحدة كان لبرشلونة حيث وصل إلى 82908 متفرجين. ومن جهةٍ ثانية، فإن أياكس حين لعب في دور المجموعات لدوري الأبطال كان معدل حضوره الجماهيري 51448 متفرجاً أي بزيادة حوالى ألفي مشجع.

أرباح محدودة

إلى جانب الحضور الجماهيري الضعيف، فإن العائدات والأرباح التي تحصل عليها الأندية من "يوروبا ليغ" ضئيلة جداً، مقارنة مع مثيلتها في دوري الأبطال، فأرباح إشبيلية الإسباني بطل المسابقة العام الماضي، لم تتجاوز 14.6 مليون يورو، فيما وصلت أرباح ريال سوسيداد الذي ودّع دوري أبطال أوروبا من الدور الأول إلى 17.2 مليون يورو. أما بطل دوري الأبطال في 2014 أي ريال مدريد فقد حاز 57.4 مليون يورو (5 أضعاف ما حققه بطل "يوروبا ليغ"). من ناحية أخرى، فإن العائدات التسويقية لفريق ريال سوسيداد وصلت إلى 8 ملايين يورو، بينما لم تتجاوز تلك العائدة لإشبيلية رغم فوزه باللقب 5 ملايين يورو. أما ريال مدريد فحصل على 20.5 مليون يورو.
لكن العنصر المالي الذي يُعدّ طارداً للفرق الكبرى من "يوروبا ليغ"، هو نفسه الذي يشكّل عنصر قوّة لهذه البطولة. فالحقيقة أن المال ليس هدف الفرق المشاركة، وإنما الفوز وحده هو ما تسعى إليه الفرق، وهو ما يمنح الجماهير مباريات أكثر حماسيّة وأقل تحفظاً ويتيح مشاهدة كرة قدم أكثر هجومية. كذلك فإن بعض الفرق قد تحتاج إلى لعب 22 مباراة لبلوغ الدور النهائي لهذه البطولة مقارنةً بـ 13 مباراة التي قد يصل من خلالها فريق إلى نهائي دوري الأبطال كما فعل برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي هذا الموسم.
كما أن مقارنة مستويات الفرق ليست دقيقة في كثير من الأحيان، إذ إن "يوروبا ليغ" تتنافس فيها 8 فرق كانت قد خرجت من دوري أبطال أوروبا، ما يجعل من هذه البطولة أكثر تعقيداً وأكثر منافسةً لأنها تتضمن كثيراً من الفرق التي تسعى إلى إنقاذ موسمها. كذلك، تسعى فرق البطولات الأربع الكبرى إلى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في "يوروبا ليغ"، ما يضفي عليها تنافسيّة أكبر، حيث إن جمع النقاط يُمكّنها من حصد أكبر عدد ممكن من المراكز الأوروبية في السنة المقبلة، وخصوصاً أن المنافسة اشتدّت في الأعوام الأخيرة بين كل من "البريميير ليغ" و"البوندسليغا"، الى دخول فرق الـ"سيري أ" على الخط في الموسم الحالي.
لكن مشكلة "يوروبا ليغ" الدعائية تكمن في الانطباع الذي تتركه هذه الفرق حيث يصبح الحديث عن أنها فرق غير مؤهلة للمشاركة في دوري الأبطال، ما يضع المسابقة في موقع أقل أهميّة مباشرةً، ويُفقدها حقيقة مستواها، فالواقع أنه في الأعوام الـ 13 الأخيرة ظهرت التنافسية في المسابقة الأوروبية الثانية، إذ بلغ 20 فريقاً مختلفاً نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بينما كان عدد الواصلين الى المرحلة عينها في "يوروبا ليغ" 44 فريقاً.

صديقة النجوم

"يوروبا ليغ" هي صديقة النجوم، إذ سبق أن فاز بها الكثير من الأسماء الكبرى، أمثال الأرجنتيني دييغو مارادونا والإيطاليان روبرتو باجيو وجانلويجي بوفون، والألماني لوثار ماتيوس. كذلك فإنها في العصر الكروي الحديث لا تزال تشكل منجماً لتقديم "جواهر" جديدة، فكل من الكولومبي راداميل فالكاو والأوروغوياني إدينسون كافاني كانا قد لمعا في "يوروبا ليغ" مع فريقي أتليتيكو مدريد الإسباني ونابولي الإيطالي قبل أن ينتقلا بصفقتين كبيرتين إلى موناكو وباريس سان جيرمان الفرنسيين حيث وصل مجموع قيمتهما إلى 125 مليون يورو. كذلك فإن نجم إشبيلية الإسباني سابقاً الكرواتي إيفان راكيتيتش عبر لقيادة خط وسط برشلونة بعد قيادته الفريق الأندلسي، إضافة إلى أن أكبر صفقة في تاريخ كرة القدم التي وصلت إلى أكثر من 100 مليون يورو، وتمثلت بانتقال الويلزي غاريث بايل إلى ريال مدريد الإسباني تمّت بعدما كان الأخير قريباً من حمل فريقه السابق توتنهام هوتسبر الإنكليزي الى لقب "يوروبا ليغ".
تبقى الأرقام والبطولات الحقيقة الوحيدة لمستوى "يوروبا ليغ "، فالفرق التي فازت بها حصدت 19 لقباً في الكأس السوبر الأوروبية أي أقل بلقبين عن الفرق التي فازت بدوري الأبطال. والأهم أن المستوى الذي تقدمه فرق "يوروبا ليغ" دفع الاتحاد الأوروبي الى تأكيد أهمية هذه المسابقة بتأهيل بطلها مباشرةً إلى دوري الأبطال كتأكيد على أن الفارق بين الكأسين ليس سوى الأذنين. هاتان الأذنان اللتان ولدت من دونهما "يوروبا ليغ"، وهذا من حسن حظها لكي لا تسمع كل تلك الانتقادات الموجّهة لها.




على هامش النهائي

■ يلتقي إشبيلية ودنيبرو للمرة الأولى في تاريخهما.
■ لم يلتق دنيبرو سوى فريق إسباني واحد فقط هو ريال سرقسطة موسم 2004-2005.
■ في أربع مواجهات مع أندية أوكرانية، حقق إشبيلية الفوز 3 مرات وتعادل مرة واحدة.
■ في 46 مواجهة إسبانية - أوكرانية، فاز الإسبان 24 مرة مقابل 9 خسارات و13 تعادلا.
■ نهائي أوروبي واحد جمع بين إسبانيا وأوكرانيا عام 1986 في كأس الكؤوس (ألغيت) حيث فاز دينامو كييف على أتلتيكو مدريد 3-0.
■ دانيال كاريشو من إشبيلية يحمل الرقم القياسي للاعب الأكثر خوضاً للمباريات في "يوروبا ليغ" بـ 47 مباراة.
■ غرزيغورز كريشوفياك هو الأوكراني الوحيد في صفوف إشبيلية في نهائي فرصوفيا.
■ حارس دنيبرو دنيس بويكو والمدافع البرازيلي دوغلاس خاضا كل مباريات البطولة هذا الموسم بمجموع 1290 دقيقة.
■ الكولومبي كارلوس باكا هو الوحيد من إشبيلية الذي خاض جميع مباريات المسابقة.
■ 4 من أصل 5 لاعبين الأكثر تلقياً للإنذارات يلعبون في دنيبرو، وهم: أرتيم فيديتسكي (7 بطاقات صفراء) وروسلان روتان (6 بطاقات صفراء) وجابا كانكافا (6 بطاقات صفراء) ورومان زوزوليا (5 بطاقات صفراء).