في مدينة جزين، مساء أمس، كان المقرّ المتواضع لهيئة التيار الوطني الحر يزدحم بعشرات من عناصر الماكينة الانتخابية للائحة «نحن لجزين» (المدعومة من التيار والقوات والوزير السابق إدمون رزق وعائلات) برئاسة القيادي في التيار رئيس بلدية جزين واتحاد بلدياتها المنتهية ولايته خليل حرفوش.
في مقر آخر، حيث الماكينة الانتخابية للمرشح (المنفرد حتى مساء أمس) سعيد الحلو، حضر الطيف البرتقالي أيضاً. فالأخير هو ابن شقيق رئيس البلدية العونية السابق وليد الحلو، وشقيق المتمول القريب من التيار غازي الحلو. بينهما، ماكينة لائحة «جزين عين مجدلين، الإنماء أولاً» (مدعومة من النائب السابق سمير عازار والحزب القومي وعائلات) التي لم تكن حتى مساء أمس قد حسمت تشكيلتها النهائية.
ماكينة عازار تقسم الصوت الشيعي بين حوالى 4 آلاف لحزب الله و4 آلاف لحركة أمل


الانقسام العوني ليس مستغرباً. الفتور بين بعض الصقور العونيين والخلاف على رئاسة البلدية عام 2013، انعكسا على طبخة الانتخابات الحالية. «الأحد الكبير يوم تصفية الحسابات». هكذا يتوقع الجزينيون أن يكون المشهد في عروس الشلال بعد غد. بلدية 2010 قامت على اتفاق يقضي بأن يكون وليد الحلو رئيساً للسنوات الثلاث الأولى، على أن يسلمها ليوسف رحال في السنوات المتبقية. إلا أن الحلو تراجع عن تعهده وعقد جلسة جدد فيها الثقة لنفسه. خطوة قادته مع الأعضاء المحسوبين عليه إلى الهيئة العليا للتأديب في وزارة الداخلية وفي الرابية. تعنّت الحلو ورحال، وتدخل النائبين زياد أسود وميشال حلو مع الأطراف المتنازعة، دفعا بالعماد ميشال عون إلى فرض مخرج بأن يكون حرفوش رئيساً للبلدية. الحلو ورحال لم يبلعا حرفوش المفروض. غادر الثاني التيار يومها احتجاجاً، واختار اليوم الترشح في اللائحة المنافسة مع عازار الخصم اللدود للتيار. أما غازي الحلو فاشترط استبعاد حرفوش عن الرئاسة لدعم لائحة التيار كما في عام 2010.
أصل الانقسام شخصي بسبب تمسك الرابية بحرفوش رئيساً للبلدية والاتحاد. أوساط هيئة التيار أقرّت بالانقسام العوني الذي «قد ينعكس تشتيتاً للصوت البرتقالي». لذا، فإن التشطيب الكثيف سيطال اللائحتين. أما المشطوب الأكبر «فيرجّح أن يكون حرفوش نفسه الذي يملك بين المرشحين المنافسين خصوماً كثراً». ماذا عن النائب زياد أسود الذي كان قبل شهرين فقط من بين خصوم حرفوش؟ أوساط الأخير تؤكد أن «صفحة سوء الفهم انطوت وأسود رأس حربة في هذه المعركة».
وعصر اليوم، تعلن لائحة «الإنماء أولاً». أوساط عازار لم تستبعد أن تنجح المفاوضات الجارية بين المعنيين باللائحة وسعيد الحلو للتوحد في حلف واحد.