«بشرّي موطن قلبي» لائحة من «شباب القوات اللبنانية»ستخوض الإنتخابات البلدية في مدينة جبران خليل جبران ضد... «القوات اللبنانية». في رصيد أعضاء اللائحة، التي ستُعلن اليوم من غابة «أرز الرب»، ثلاثون سنة من «الخبرة» في العمل مع القوات «زمن سمير جعجع».


بين هؤلاء عسكريون رافقوا «القائد» في كلّ المراحل، وآخرون كانوا من أعمدة مركز الإعداد الفكري التابع للحزب، الذي كان النائب ايلي كيروز أحد المسؤولين عنه. هم، بحسب أحدهم، «نواة» القوات، على عكس ما حاولت قيادة معراب الإيحاء به بأنّهم «مرّوا مرور الكرام في القوات اللبنانية في مراحل سابقة غابرة»، كما ورد بيان ردّاً على مقالٍ نُشر في أحد المواقع الإلكترونية.

خلافهم مع «قيادة معراب»، كما يحلو لهم تسميتها، ليس سياسياً. على العكس من ذلك «نحن في السياسة الوطنية مع سمير جعجع». المشكلة هي مع «أهل البلاط، أي المجموعة القريبة من السيدة ستريدا طوق جعجع التي تقبض على كلّ ما له علاقة بالمجتمع البشرّاني: النادي، الثقافة، البيئة». يريد هؤلاء أن يكونوا «شركاء في الإدارة المحلية». أطلقوا الصوت «علّ الرفيق سمير يسمع ويُعالج الخلل، وخصوصاً أنّ هدفنا ليس منازلة سياسية ولا حتى نُفكر في إلحاق الهزيمة أو إرباكه»، مشددين على أنّ «منطقتنا لا تُشبه الكورة أو بكفيا أو كسروان لناحية التنوع الإيديولوجي. ومعروف أنّ معظم الناس هنا هم في التوجه نفسه».

إنطلاقاً من ذلك، قرر «شباب القوات» تأليف لائحة تُنافس «لائحة الإنماء والوفاء لبشرّي» التي التقطت صورتها التذكارية في معراب، «وفقاً لبرنامج إنمائي، بعدما تكونت على هامش السلطة مجموعات تستغل نفوذها داخل القوات لاحتكار المشاريع». هذا لا يعني أنّ أعضاء لائحة «بشري موطن قلبي» ومن يدور في فلكهم «يتنكرون لفضل القوات ونائبي المنطقة الإنمائي. لكننا ضدّ البروباغندا وتمنين أهالي بشرّي عبر الاستعراض في البرامج الحوارية (في إشارة إلى مقابلة ستريدا جعجع الاخيرة على شاشة «أم تي في» في برنامج «بموضوعية»). فليس هكذا يُحكى مع ناس ومنطقة قدمت ما لا يقل عن 500 شهيد تحت راية القوات اللبنانية».



المطلوب تغيّر الأداء في ما خص فرض الأسماء وسياسة «نفّذ ثم اعترض»




ما يستفزهم «المتمردين» هو «الحديث عن الإنماء وكأنّ بشرّي لم تكن معروفة وكانت أرض يباس. هذه بشرّي وادي قنوبين، وجبران خليل جبران، وأول محطة تزلج في الشرق الأوسط وغابة الأرز. بعبارة أخرى، بشرّي لم يبدأ تاريخها عام 2005»، مع التشديد على «الشكر الكبير لعملهم وعدم إنكار جميلهم».

ويرأس اللائحة عضو البلدية الحالي جو خليفة رحمة وتضم: إيلي مارون جعجع، ريشار جعجع، شربل طوق، أنطوان الفرز طوق، ريما طوق، إيلي طوق، هيثم طوق، جوني رحمة، طوني طربيه رحمة، إليان رحمة، هاني كيروز، فادي الضاهر كيروز، غابي سكر، ميشلين سكر، بولس سكر، فاتك الشدياق وإيلي أنطوان فخري. يؤكّد هؤلاء أنهم ثابتون في موقفهم خوض الإنتخابات، بيد أنهم يتركون منفذاً للحلّ. شرطهم أن يتبدل الأداء في بشرّي في ما خص «سياسة نفذ ثم اعترض وفرض الأسماء في البلدية والمراكز علينا». اذا سوي هذا الوضع «يكون هدفنا من المعركة قد تحقق. خلاف ذلك، سنذهب إلى خيار التعبير عن رفضنا للأداء وطرح برنامج إنمائي».

في المقابل، لا يبدو أن القوات ستقبل أن «تنصاع» لرأي أبناء المنطقة. في العلن، تُحاول قيادة معراب من أهمية هذه الحركة. لكن، عملياً، تسري معلومات بأنّ جعجع سيتوجه عشية الإنتخابات البلدية في 29 أيار إلى منزله في الأرز لإدارة المعركة مباشرةً. يستغرب «المعارضون» البشرّاويون هذا الإجراء، ويسألون: «هل ترى قيادة معراب أنّ انتخابات بلدية تحتاج إلى هذا الحشد في وجه شباب كانوا حتى الأمس القريب يعتبرون جعجع ملهمهم؟ نفهم أن يخوض معركة في زحلة في مواجهة أخصام له، لكن من هم خصومه في بشري؟ لماذا لا تترك يا رفيق المعركة تأخذ مجراها؟ ما حدا رح يتحداك أو يشتغل ضدّك بالسياسة». ويأخذ هؤلاء على قيادة القوات «عقد إجتماعات لقوات آل طوق وقوات آل رحمة وقوات آل جعجع وقوات آل سكر وغيرهم من العائلات كلّ على حدة. وهذا موضوع خطير لأن القوات دخلت إلى بشرّي عبر محاربة المجتمع العشائري، وها هي اليوم تُعزز الروح العشائرية».

وهذه هي المرّة الأولى التي تجد فيها قيادة القوات اللبنانية نفسها في مواجهة قسم من القواتيين. المواجهة ستكون بالتأكيد أصعب من مواجهة رموز الإقطاع في المنطقة، حيث أدوات المعركة أوضح. ولكن ماذا ستكون حجة مواجهة قواتيين حريصين على مؤسستهم، ويُعرّفون عن أنفسهم بأنهم «مجموعة من الرأي العام والشباب من أصحاب الكفاءات البشراويين»؟

يحزّ في نفوس هؤلاء أن تكال لهم في مجالس قيادة القوات اتهامات بأنهم «صنيعة» أجهزة الاستخبارات، فيما «مشكلتنا هي الاعتراض على الأداء في بشرّي، مع التشديد على أننا عند الخطر قوات». سمير جعجع أمام تحدّ في عقر داره. فهل يحتوي «رجاله» أم يحوّل اعتراضهم على أداء زوجته الى تمرّد؟