واضح تأثير مؤتمر الحزب الشيوعي الذي انعقد أخيراً على همة أبنائه. رغم أن قيادته السابقة اتخذت قراراً في دورة 2010 بخوض الانتخابات البلدية باستقلالية ضد تحالف الثنائي حزب الله وحركة أمل، إلا أن القرار الثابت بـ»منازلة قوى السلطة والمحاصصة»، تمدد في البلدات كمّاً ونوعاً.


كذلك، فإن الحراك الشعبي الذي وفّر الجنوبيون، شيوعيين ومستقلين، جزءاً كبيراً من حشوده «أسهم في إثارة منطق الرفض واستنهاض حالة وطنية ضد السلطة».

في مكتبه، في مستشفى الشهيد حكمت الأمين (النجدة الشعبية) في النبطية، يشرف عضو اللجنة المركزية في الحزب علي الحاج علي على تطورات المعارك الانتخابية البلدية والاختيارية التي يخوضها الحزب في 67 بلدة في محافظتي النبطية والجنوب. يبدو متفائلاً، بالاستناد إلى انتخابات 2010 التي مكنت الشيوعيين مع حلفائهم الوطنيين والمستقلين من تسجيل اختراقات في لوائح الثنائي بنسبة 35 في المئة. يشير زميله في اللجنة جمال بدران، إلى عوامل عدة استجدّت في السنوات الست، تعزز الوصول إلى نتائج أفضل في انتخابات الأحد. المرشح إلى بلدية دير الزهراني يعرض أسباب اليأس لدى الناس والفشل لدى السلطة في معالجة الأمور الحياتية وتحقيق التنمية. لكن قبل عرض مساوئ تجربة التوافق البلدي، يصرّ نجل القيادي في جبهة المقاومة الوطنية الشهيد قاسم بدران، على تحييد المقاومة عن طبيعة العمل البلدي. يرسم عشرات الخطوط الحمر تحت كلمة المقاومة «التي تستوعب أهل الجنوب جميعهم والتي يفترض أن ترتبط بتحرير الإنسان». ينقل الحاج علي عن مسؤولين بلديين في الثنائي «إقرارهم بفشل التجربة البلدية في السنوات الأخيرة». معظم البلديات التي تقاسمها الثنائي «لم تكن محصنة ضد الفساد وهدر الأموال والمحسوبيات وسوء إدارة المشاعات والمرامل والكسارات». انطلاقاً من «مستقبل تنموي أفضل لبلداتنا بعيداً عن السياسة وخوفاً من تطور الفساد أكثر فأكثر بعد ست سنوات»، أطلق الشيوعيون حرب تطهير بلدية شاملة.

في بعض البلدات حيث يملك حضوراً، مدّ التوافق يديه للشيوعي، محاولاً إقناعه بركوب «البوسطة». في كفر رمان، عرضت عليه «أمل» منحه خمسة أعضاء من بينهم نائب الرئيس، فيما تتوزع المقاعد الباقية بينها وبين حزب الله. إلا أن الشيوعيين قابلوها باقتراح يقضي بتوزيع المقاعد على كافة القوى الموجودة بحسب أحجامها، على أن يكون الرئيس ونائبه مداورة. اقتراح رفضته أمل. ولأن «المشاركة لا تكون بتحييد الرئيس ونائبه عن التشارك وحصر المشاركة بقوى وإلغاء قوى أخرى»، بادر الشيوعي إلى توحيد المستقلين مع طليعة لبنان واليسار الديموقراطي وأعلنوا لائحة «الغد لكفر رمان» المكتملة التي تضم ثلاثة شيوعيين. «لكي لا يكونوا شهود زور أو تمثالاً داخل المجلس البلدي»، رفضت المشاركة بشروط السلطة، في دير الزهراني أيضاً. أمس، أعلنت لائحة «دير الزهراني للجميع» من 13 مرشحاً منهم ستة شيوعيين.

يوم الأحد، ترفرف الراية الحمراء في كثير من بلدات الجنوب. من حومين الفوقا وجرجوع إلى إبل السقي ودير ميماس وبنت جبيل وصفد البطيخ والبازورية وعدلون وأنصار والنبطية. الماكينات التي لا تهدأ «تتحرك على نفقتنا الخاصة» يؤكد بدران.