الظواهري يهاجم السعودية ربيبة بريطانيا ونجل بن لادن في خطاب القيادة
لم يكتف بذلك، فاستعان بفلسطين لما تلعبه من عامل جذب لمسلمي العالم قائلاً: «المشكلةُ الكبرى للنظامِ العالمي ومجرميه، ولحكامِنا وأنظمتِهم المرتدةِ، أن مجاهدي الشامِ يقفون على حدودِ فِلسطينَ، ويهددون ما يسمونه إسرائيلَ، الولايةَ الواحدةَ والخمسين لأمريكا، أو أكبرَ قاعدةٍ أمريكيةٍ خارجَ أمريكا». ثم خاطب فصائل الشام قائلاً: «إن مسألةَ الوحدةِ اليومَ هي قضيةُ الحياةِ أو الموتِ لكم، فإما أن تتحدوا لتعيشوا مسلمين كراماً أعزةً، وإما أن تختلفوا وتتفرقوا فتأكلون واحداً واحداً». وعلّق على مسألة فك الارتباط قائلاً: «بقيت مسألة خاض فيها الخائضون كثيراً، في محاولة لصرف أنظار الأمة المسلمة المجاهدة في الشام عن أعدائها الحقيقيين، وهي مسألة ارتباط جبهة النصرة العزيزة ــ التي نعتز بارتباطنا بها ــ بقاعدة الجهاد»، محذراً قيادات «النصرة» بأنّهم إن قبلوا اليوم سيُسجنون ويُذبحون غداً».
وعلى هدي الظواهري، خرج حمزة بن لادن، في تسجيلٍ صوتي عنوانه: «ما القدس إلا عروس مهرها دمُنا». ابن السادسة والعشرين عاماً استعاد خطاب والده، مركِّزاً التصويب باتجاه فلسطين، لما لهذه القضية من تأثير على عموم المسلمين في كل العالم. بدأ بالحديث عن حجم التعاون الاقتصادي بين واشنطن وتل أبيب قائلاً: «لا بد أن يدفع الداعمون لليهود فاتورة الحساب من دمائهم». بدا الشاب في خطابه كمن يُقدّم نفسه قائداً جديداً على ساحة الجهاد العالمي. فدعا «العلماء إلى أن ينفروا للجهاد في سبيل الله، ورجال الأعمال إلى أن يدعموهم بالزكاة، وأهل الخبرة والتخصص إلى أن ينضموا لتشكيل جيش تحرير القدس»، معتبراً أن «معركة تحرير القدس ليست معركة تحرير قرية أو مدينة. وليست معركة تنظيم أو جماعة، إنما معركة الإيمان ضد الكفر». لكنه أضاف، «والطريق لتحرير فلسطين اليوم، هو ميدان الشام…». ولمح إلى سلوك تنظيم «الدولة الإسلامية» من دون أن يُسمّيه، داعياً العلماء إلى تصحيح مفاهيمهم، لاعتبار البعض أن «من دخل التنظيم دخل الإسلام ومن خرج منه خرج من الإسلام... وهذا من أمور الجاهلية، إذ لا يكون الولاء والبراء على حسب الانضمام إلى الجماعة والفصيل، إنما لكل أهل المسلمين ولكل من استقبل القبلة». ثم ختم قائلاً: «إلى إخواننا في فلسطين... إن دماء آبائكم هي دماء آبائنا. ودماؤكم دماؤنا. الدم الدم والهدم الهدم. لن نخذلكم وسنحافظ على الجهاد الذي بدأه قادتنا صافياً نقياً. إن مدد اليمن سيتواصل، ومدد الشام قد اقترب. ومدد خراسان والصومال وشمال أفريقيا ومغرب الإسلام قد اشتد».
وبن لادن الابن نفسه الذي كشفت الوثائق التي نشرتها السلطات الأميركية بأنّ والده كان يحضّره لخلافته في قيادة التنظيم، كاشفة أن «حمزة تدرب على صنع واستخدام المتفجرات، وأبدى منذ صباه الباكر رغبة في الالتحاق بصفوف الجهاديين»، علماً بأنّ حمزة المولود في عام 1991، سبق أن ظهر في مقطع مرئي عام 2005 في صفوف حركة طالبان ضمن مجموعة استهدفت جنوداً باكستانيين في وزيرستان الجنوبية. وقد ذُكر يومها أنه ينشط في صفوف تنظيم «القاعدة» ويتمركز في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.