رغم ولادة عشرات القنوات العربية التي تقدّم الرسوم المتحرّكة على مختلف أشكالها ولغاتها، إلا أنّ للسلسلة الشهيرة «الكابتن ماجد» مكاناً خاصاً في ذاكرة الأطفال، وتحديداً مواليد الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. تلك الشخصية الكرتونية التي رافقت أجيالاً عدّة، سلبت أنظار المشاهدين وبقيت في ذاكرتهم، حتى أنّهم باتوا يحنون دائماً إلى مشاهدتها مجدداً، خصوصاً مع التصاعد الذي تشهده شعبية لعبة كرة القدم، الشهيرة أصلاً منذ عقود.
كان «ماجد» شخصية وهمية تفوق قدراتها التوقّعات، واستُمّد من الخيال، وأوجد مصطلحات خاصة به منها «ضربة الصاعقة» التي تتخطّى الحواجز التي تقف بوجه الكرة.

وتميّز لاعب الفوتبول الماهر بالمنافسة الشرسة على أرض الملعب التي جمعته مع أصدقائه منهم: ياسين، ووليد، وبسام وغيرهم. كما علّمت الأطفال كيفية احترام المنافسة الشريفة.
بعد نجومية «الكابتن ماجد» بأجزائه المتعدّدة، توقّف عرضه على الشاشة قبل سنوات، لتحلّ مكانه مجموعة من مسلسلات الرسوم المتحرّكة التي لا تمكن مقارنتها به. وتصدّر «ماجد» بعض ألعاب الأنيمايشن الحديثة، إلا أنّ ذلك لم يعوّض غيابه أبداً.
طوال السنوات الماضية، لم يتوقّف المعجبون بـ«الكابتن ماجد» عن إطلاق النكات التي تتناول قوّته المبالغ فيها في تسديد الكرة إلى الشباك، فقيل مثلاً إنّه «يتناول المنشّطات».
مع مرور الوقت، خفت نجم ماجد، لكنّه لم يزل، مع العلم أنّه أُعيد بثّ حلقات من المسلسل وتابعته الأجيال التي كانت تشاهده سابقاً والجديدة.
وفي هذا السياق، حضّرت قناة «أبو ظبي» مفاجأة لمحبّيه، إذ قرّرت أن ترفع الستار في أيلول (سبتمبر) المقبل عن محطة تلفزيونية جديدة تحمل اسم «ماجد». المحطة ستعرض مختلف برامج الأطفال ومن ضمنها «الكابتن ماجد». وفي التفاصيل أنّ «مؤسسة أبو ظبي للإعلام» أرادت تخصيص شاشة للأطفال تواكب عالم الرسوم المتحرّكة الذي بات سريع التطوّر، وتقدّم لهم برامج قديمة وأخرى حديثة.
تأتي هذه الخطوة في إطار تنمية إدراك الأطفال وتشجيعهم على الإبداع والابتكار من خلال محتوى مميّز يمزج بين التسلية والفائدة. تملك «ماجد» الحقوق الفكرية الخاصة لمكتبة ضخمة من الشخصيات والكرتون التي رافقت مجلة «ماجد» (تصدر عن «مؤسسة أبو ظبي للإعلام») التي انطلقت في الثمانينيات. جاءت تسمية «ماجد» تيمّناً باسم مجلة «ماجد» التي رسمت ملامح جيل بكامله قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وبشخصية «ماجد» لاعب كرة القدم الأشهر.
كما أنّ «الكابتن ماجد» كان صديقاً مقرّباً من الأطفال، ويخبرهم قصصه التي لا تخلو من التشويق والحماس. لذلك، فإنّ إيجاد محطة تلفزيونية تحمل اسمه، سيساهم في نشر برامجها بشكل كبير وسريع. أتت خطوة مؤسسة «أبو ظبي» بالتزامن مع معرض «أبو ظبي الكتاب» الذي اختتم قبل أيام، وتضمّن جناحاً للقناة عرضت فيه فيلماً قصيراً عن شخصية «ماجد» وأصدقائه.
تُكمل قناة «ماجد» اليوم مسيرة الكابتن، الذي يتسلّم زمام المسؤولية التربوية للجيل الحالي، ويشارك في توعية الأطفال بتراثهم وتعريفهم بهويتهم. باختصار، ستنافس الشاشة المنتظرة قنوات كثيرة تتوّجه إلى الأطفال، فهل تُعيد «ماجد» المجد لـ«الكابتن ماجد»؟