في وقتٍ تسابق فيه السعودية بدء سريان "الهدنة الانسانية" غداً عبر تكثيف غاراتها على المحافظات اليمنية، لا سيما صعدة وصنعاء، أعلن الجيش اليمني وجماعة "أنصار الله" موافقتهما على الهدنة، فيما وصلت قوات ماليزية إلى القواعد الجوية السعودية "للمشاركة في عمليات التحالف"، في مؤشرٍ على مضيّ الرياض في التلويح بعمليةٍ برّية رغم كل المعطيات التي توحي بإمكانية انطلاق عمليةٍ سياسية قريباً، أهمها لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بزعماء الخليج بعد غدٍ في كامب دايفيد في واشنطن، والتي من المتوقع أن ينتج منها اتجاهات جديدة في ما يخصّ استمرار العمليات العسكرية أو انطلاق المفاوضات التي لا يزال شكلها وشروطها ومكان انعقادها مدار خلاف بين الرياض وحلفائها من جهة و"أنصار الله" والجيش اليمني من حهة أخرى.
وأعلن المتحدث باسم الجيش اليمني غالب لقمان، يوم أمس، قبول اليمن بمقترح الهدنة، محذراً في الوقت عينه من أي اختراق عسكري لها من قبل عناصر "القاعدة" ومن يقف معها ويدعمها ويموّلها، مشيراً إلى أن الجيش والأمن و"اللجان الشعبية" سيردون على ذلك "كحق مشروع وواجب مقدس دفاعاً عن الشعب اليمني في مواجهة العدوان الغاشم والظالم".
من جهتها، أعلنت جماعة "أنصار الله" أيضاً موافقتها على الهدنة، مؤكدةً أنها سترد على أي انتهاكات. وفي بيان قالت الجماعة: "سنتعاطى بإيجابية مع أي جهود أو دعوات أو خطوات إيجابية وجادة من شأنها رفع تلك المعاناة والسماح للمساعدات والإمدادات والسفن بالتحرك بسلاسة من اليمن وإليه".
في المقابل، شكّك المتحدث باسم العدوان، أحمد عسيري، في قبول "أنصار الله" بالهدنة، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية على الحدود، لا سيما في نجران، تعكس تناقضاً في موقف الجماعة بشأن الالتزام بها.
سفينة المساعدات الإيرانية تصل غداً الى ميناء الحديدة

وفي موقفٍ لافت، وصف وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، استجابة الحوثيين لعرض الهدنة بأنه مهم، آملاً أن يؤدي ذلك إلى محادثات سياسية. وقال عبر موقع "تويتر" إن إدراكهم ("أنصار الله") أنهم مكوّن من نسيج يمني متنوع لا أداة نفوذ إقليمي ضروري للخروج من الامتحان اليمني العسير".
وكان الملك السعودي سلمان قد عمد يوم أمس إلى "إعادة شرح" أسباب التدخل العسكري في اليمن، الذي "جنّب تحويل هذا البلد إلى منطلق لمؤامرة إقليمية تهدف إلى زعزعة استقرار دول المنطقة". وفي كلمةٍ تلاها باسمه المستشار خالد الفيصل، خلال افتتاح الدورة الثانية والعشرين للمجمع الفقهي الاسلامي التابع لرابطة العمل الاسلامي، قال سلمان إن غرض "عاصفة الحزم" كان "نصرة اليمن الشقيق"، و"إنقاذه من فئة تغوّلت فيها روح الطائفية فناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية، وعصفت بأمنه واستقراره، وأخذت تلوّح بتهديد دول الجوار، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بدعم من جهات خارجية تسعى لتحقيق أطماعها في الهيمنة على المنطقة وزرع الفتن فيها". وفي إشارةٍ إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قال البيان إن "هذه الفئة ازداد استقواؤها بتآمر جهات يمنية داخلية نقضت ما سبق أن عاهدت عليه من الالتزام بمقتضيات المبادرة الخليجية التي كان فيها المخرج لهذا البلد الشقيق من حالة الانسداد ودوامة الصراع الذي كان يمزقه".
من جهته، وبعد استهداف العدوان منزله في صنعاء يوم أمس، خرج صالح أمام أنقاض المنزل، معلناً أن الموازين في المنطقة ستنقلب جملة وتفصيلاً نتيجة العدوان. ودعا في تصريحٍ بثته قناة "اليمن اليوم" التابعة له قوات التحالف إلى التحرك على الأرض، لـ"يروا كيف سيستقبلهم اليمنيون"، في تحدٍّ واضح للتحالف في حال شنّ عملية برية على اليمن. كذلك، قال صالح إن ما يجري في اليمن هو "حرب إبادة وثأر وحقد على الشعب اليمني"، داعياً إلى "اليقظة والصمود". وبشأن علاقته بجماعة "أنصار الله"، أكد صالح أنه لم يكن متحالفاً معها، لكنه يعلن تحالفه مع كل من يدافع عن مقدرات اليمن، على حدّ تعبيره.
من طهران، التي بعثت بسفينة مساعدات يفترض أن تصل الى ميناء الحديدة غداً، وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني العدوان على اليمن بـ"الحرب الغادرة من نظام حديث العهد يريد إثبات وجوده". وقال روحاني إن "تلك الدولة الجارة (السعودية)، بدلاً من تقديم المساعدة، تقوم بإلقاء القنابل على رؤوس الشعب اليمني بطائرات اشترتها من دول كبرى"، متابعاً أن "هذا النظام الذي كان يدير شؤونه دوماً بالدولار، ولديه الكثير من السبل للتغلغل، اختار السبيل العسكري، ويتصور أنه يمكنه استعراض عضلاته والايحاء بأنه قوي وأن له تأثيراً في المنطقة، إلا أنهم بتصرفهم هذا قد ارتكبوا خطأً استراتيجياً وكبيراً".
على الصعيد الميداني، وصلت إلى القواعد الجوية السعودية، يوم أمس، طلائع القوة الماليزية للمشاركة في التحالف، لتصبح ماليزيا بذلك الدولة الـ12 في التحالف بعد السنغال التي قررت الأسبوع الماضي المشاركة. وأوضحت وزارة الدفاع السعودية، بحسب وكالة الأنباء السعودية، أن مركز عمليات التحالف يجري تحضيراته لانضمام القوتين الماليزية والسنغالية والاستعداد لطبيعة المهمات التي ستوكل إليهما بمشاركة دول التحالف.
(الأخبار، ا ف ب، رويترز، الأناصول)




السعودية تحاول إسكات «المسيرة»

أعلنت قناة «المسيرة» التابعة لجماعة «أنصار الله»، توقف بثها على القمرين الاصطناعيين «نايل سات» و«الأوروبي» أمس، نتيجة «لضغوط سعودية وأميركية»، داعية جمهورها إلى متابعتها على «القمر الروسي». وذكر متابعون وناشطون يمنيون أنه جرى كذلك حجب صفحة القناة على موقع «يوتيوب». وقالت القناة على صفحتها على موقع «تويتر»، إن بثها توقف «بسبب ضغوط سعودية ــ أميركية على الشركة المالكة»، من دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى.
مقابل ذلك، بثت «المسيرة» نشرتها الإخبارية مساء أمس على قناة أخرى تدعى «الساحات»، في وقت نقلت فيه مواقع يمنية أن شكوى أخرى رُفعت إلى إدارة «نايل سات» لإغلاق قناة «اليمن اليوم» التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكذلك «الساحات».
في المقابل، نقلت وكالة «الأناضول» عن مراسلها أن قناة «اليمن» الرسمية عاودت بثها بلسان الرئيس الفار، عبد ربه منصور هادي، وذلك بعد شهر من إيقافها نتيجة سيطرة جماعة «أنصار الله» عليها ووسائل إعلام حكومية أخرى.
(الأخبار، الأناضول)