مع مرور الوقت، سينسى الممثل اللبناني وسام سعد اسمه الحقيقي، بعدما حمل لقب «أبو طلال» لأعوام عدّة، وهي الشخصية الصيداوية التي يبرع في تأديتها في برنامج Chi.N.N‎ (الثلاثاء بعد نشرة الأخبار المسائية) على قناة «الجديد». خفت نجم «أبو طلال» لأشهر قليلة، إثر إصابته بموجة من الروتين في الاسكتشات المتكرّرة.
وأخيراً، انتفض وعاد بروح فرحة تغلب عليها المواقف المضحكة، التي عالجت مختلف القضايا بأسلوب قريب من الناس.

يطلّ «أبو طلال» أسبوعياً في فقرة مخصّصة له في البرنامج (قد توازي العمل التلفزيوني كلّه)، وهي ثابتة على جدول أعمال البرنامج الساخر الذي يحظى بشعبية كبيرة.
لكن مَن وراء الحلّة الجديدة للشخصية الصيداوية؟ مع انطلاق Chi.N.N‎ قبل سنوات، كان سلام زعتري (الرجل الخفيّ) وفؤاد يمين، القائمان على البرنامج، يشرفان (مع بعض الكتّاب) على إعداد اسكتشات «أبو طلال»، لكن في الآونة الأخيرة قرّر زعتري أن يتولّى رامي عوض مهمّة كتابة تلك الفقرة.
كان عوض ضمن فريق البرنامج، لكن تفرّغه لكتابة الفرقة المذكورة لاقى استحسان الجميع، بعدما وضع كل ثقله لنجاح هذه الشخصية. والكاتب هو شاب صيداوي بحت، يعلم عادات وتقاليد وأحاديث «بوابة الجنوب»، ويتقن جيّداً اللكنة الصيداوية، وتنطبق عليه مقولة «مِنهن وفيهن».
يعلم سلام زعتري جيداً أنّ بعض الرسائل السياسية والاجتماعية وحتى الجنسية منها، لا يمكن للمشاهد أن يتقبّلها إلا إذا صدرت على لسان «أبو طلال». فشريحة معجبيه تتمدّدت، وخصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث أحيا هناك حفلتين في رأس السنة 2015، حيث ردّد الناس أحاديثه حرفياً، لا سيّما حواراته مع «فوفي» (حسبما يُنادي فؤاد يمين).
تغلب الجرأة على اسكتشات «أبو طلال» مع نفحة من المواقف السياسية الجديّة، علماً بأنّه ابتعد أخيراً عن الحركات التي كان يكرّرها سابقاً، مثل جداله مع فؤاد وضربه له.
حالياً، يسير وسام سعد مع المستجدات الحاصلة على الساحة السياسية وأهّمها «عاصفة الحزم»، والهبة السعودية للجيش اللبناني. كما ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشرف شخصياً على صفحته على فايسبوك، فيما ينشر فيديوات فقراته مع بعض التعليقات الساخرة.
مع ارتفاع حدّة المواجهة بين لبنان وبعض الدول الخليجية، وجد سلام زعتري أنّ الرسائل المبطّنة والموجّهة إلى حزب الله لا يمكن أن تُمرّر على قناة «الجديد» إلا من خلال «أبو طلال»، خصوصاً في ظل الخلاف بين المحطة اللبنانية وجمهور حزب الله في الأشهر الأخيرة، لا سيّما بعد قرار «الجديد» عدم بثّ خطاب السيد حسن نصرالله الذي خصّصه للقضية اليمنية في نيسان (أبريل) الماضي (الأخبار 7/4/2015).
في السياق نفسه، يحضّر «أبو طلال» مفاجآت عدّة، سيطلّ قريباً بشخصية «طلال» (ابن أبو طلال) التي تُعتبر تجديداً واضحاً في مسيرته التمثيلية.
كما سيتحرّر فريق Chi.N.N من «استديو فيزيون» (النقاش)، حيث كان يصوّر البرنامج، بعد قرار نقل التصوير إلى جامعة LIU في سن الفيل، حيث سيتم التفاعل مع الطلاب أيضاً.
خطوة الانتقال هذه، جاءت بعد إصرار فريق العمل على التحرّر من جدران الاستديو، والخروج إلى الأضواء لتصوير حلقات تنقل تفاعل الجمهور معه.
باختصار، لعلّ تعلّق المشاهد بـ«أبو طلال» يعود لسبب واحد، أنّه قريب من الناس ويشبه كل واحد منهم.