«أعظم الساخرين الأميركيين في عصره» كان الأكثر اكتئاباً أيضاً. الأميركيون الذين حفظوا عن مارك توين (1835 -1910) صورة الأديب الهادئ والواثق، سيصعقون بما سيقرأونه. «أبو الأدب الأميركي»، كما لقّبه وليم فوكنر، كان رجلاً مكتئباً راودته أفكار وهلوسات الانتحار في حياته. هذا ما كشفته وثائق ومقالات ورسائل جديدة لتوين، عثر عليها باحثون في «جامعة بيركلي» في كاليفورنيا يراوح تاريخها بين 1865 و1866.
إحدى الرسائل تكشف عن رجل مكتئب يترنّح بين هلوسات الانتحار. في تلك الحقبة، كان توين يعمل مراسلاً صحافياً في سان فرانسيسكو ويتنقل في أرجاء أوروبا. نشرت أغلبية المقالات في صحيفة «تيريتوريـال انتربرايز» في فيرجينيا بعد الحرب الأهلية الأميركية (1861 ـــ 1865). وعثر الباحثون أيضاً على رسالة كتبها توين يسرّ فيها إلى أخيه عن يأسه، ونيته الانتحار: «كان غارقاً في الديون والكحول، وما كان يدري ماذا يفعل بمستقبله. كان يعتقد أنّ الفكاهة ليست أدباً، يشعر بالدونية» هذا ما قاله بوب هيرست المسؤول عن مشروع مارك توين في «بيركلي»، مشيراً إلى أنّ الوثائق ستجمع بين دفتي كتاب يصدر في نهاية عام 2016.