برلين ــ غسان أبو حمد
أولمرت حاول «إزالة أي قوة تهدد» السنيورة

«القلق» الإسرائيلي من الوضع في لبنان بات واضحاً في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين لا يتوانون عن إعلان دعمهم لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت إنه حاول «إزالة أي قوة تهدده»، وزاد عليه نائب رئيس الوزراء شمعون بيريز بالاعتراف بأنه التقى مسؤولين لبنانيين، رفض تحديد هويتهم.
وقال أولمرت، في حديث لمجلة «در شبيغل» الألمانية نشر أمس: «أنا لست سعيداً بالوضع في لبنان، من الضروري حماية الديموقراطية ووقف عملية دعم حزب الله من قبل سوريا وإيران.. وهنا يجب أن أزن كلماتي بعناية.. إذا بدا الوضع كما لو أن إسرائيل تدافع عن السنيورة، فهذا لن يساعده. أنا أتمنى الدخول في مفاوضات سلام مع السنيورة. ليس هناك أمور كثيرة تبعد بيننا. إذا التقينا نتفق على كل شيء».
ورأى أولمرت أنه «لا يوجد أي شيء يساهم في تقوية السنيورة أكثر من إضعاف حزب الله. إن أسباب البلبلة حالياً في لبنان ليست قوة حزب الله، فهو تعرض لهزيمة في الحرب، ويسعى حالياً إلى إحياء موقعه السياسي. لقد بذلنا جهداً كبيراً لإزالة أي قوة تهدد السنيورة».
وحول احتمال التوصل إلى صفقة لإطلاق الجنديين الإسرائيليين الأسيرين في لبنان، قال أولمرت: «أنا لست مرتاحاً لردة فعل حزب الله. هو يحاول دائماً استخدام الاستراتيجيات القديمة: هو يريد الحصول على كل شيء مقدماً، أي قبل أن يمكننا من معرفة أحوال الجنديين المخطوفين».
ورداً على سؤال عن ضعف الجيش الإسرائيلي بعد العدوان على لبنان، رأى أولمرت «أن القول مبالغ فيه.. نعم كانت هناك بعض الأخطاء، ولكن أؤكد لكم أننا نسيطر على أي خلاف عسكري يقع بين مقاتلينا وحزب الله. أنا أبحث عن الطريقة التي تفكر بها قيادة حزب الله».
وعن ضحايا الحرب المدنيين، تساءل أولمرت: «من قال إن جميع الضحايا ليسوا أعضاء مقاتلين في حزب الله؟». وأضاف: «أنا لا أدعي عدم وفاة أي مدني واحد. ولكن أعتقد بأن غالبية الضحايا ينتمون إلى حزب الله».
في هذا الوقت، أعلن شمعون بيريز أنه التقى سياسيين لبنانيين، لكنه رفض الإفصاح عن أسمائهم. وقال، لصحيفة «كل العرب» الأسبوعية التي تصدر في الأراضي المحتلة عام 48، إن إسرائيل مهتمة بعدم حدوث انقلاب في لبنان. وأضاف: «نحن معنيون بأن يبقى لبنان دولة مستقلة وكاملة من ناحية الأرض والمياه، ونحن ضد أي تدخّل أجنبي على أرض لبنان، وجيش حزب الله هو جيش إيراني مزود بالأسلحة الإيرانية ويتلقى الدعم المادي من الإيرانيين، آمل ألا يحدث انقلاب في لبنان، فالانقلاب سيُحدث الدمار في هذا البلد».
وتابع بيريز: «أنا التقيت بعدد من الساسة اللبنانيين، ولأنهم لا يريدون أن نتحدث عن تلك اللقاءات، لهذا أفضل عدم ذكر أسماء تلك الشخصيات»، مضيفاً ان «حزب الله ليس موجوداً في لبنان من أجل شن الحرب على إسرائيل، بل من أجل تحويل لبنان إلى لبنان إيراني».
ورداً على سؤال عن خسارة إسرائيل لعامل الردع في الحرب الأخيرة على لبنان، قال بيريز إنه «لا يوجد خاسر ورابح، فالجميع يخسر، وبالنسبة للبنان لا يمكننا الحديث عن خاسر ورابح، فحربنا لم تكن مع دولة، بل حرب عصابات، وكلي ثقة بأن تصرف حزب الله أضر بلبنان كثيراً ودمره، وأتساءل ما هي الأهداف التي خطط حزب الله لتحقيقها في حربه هذه؟».
وقال بيريز: «إذا استخدم (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله السلاح مرة ثانية، فإننا سننزعه منه هذه المرة أيضاً، فنحن لن نحارب مخازن الذخيرة والأسلحة، بل سنحاربه هو».
ورأى بيريز أن «إيران لا تهدد إسرائيل فقط، فهي تهدد العالم أجمع وتهدد لبنان بواسطة حزب الله أيضاً، كما تهدد الفلسطينيين عن طريق حماس».