صنعاء | لم يتوقف العدوان السعودي على اليمن. فما كانت تفعله طائرات العدوان تحت عنوان «عاصفة الحزم» باتت تفعله اليوم تحت عنوان «إعادة الأمل». ما اختلف أنّ اليمنيين أصبحوا يدركون حقيقة الغرض من العدوان، خصوصاً بعدما قرأوا بيان وزارة الدفاع السعودية الذي سبق إعلان توقف «العاصفة» بساعات قليلة، والذي كشفت فيه السعودية أن العدوان كان يهدف الى تدمير ما سمّاه القدرات والصواريخ البالستية التي كان يمتلكها الجيش اليمني والتي تهدد أمن المملكة والدول المجاورة.
وترافق الإعلان عن «انتهاء العاصفة» مع استمرار الضربات الجوية في عدد من المناطق، فيما رأى مراقبون أنّ العدوان يحاول تحقيق أي انتصار، ولو كان وهمياً. وقد يُترجم ذلك باستهداف الطائرات، أمس، «كلية المجتمع» في مدينة يريم في محافظة إب، في هجوم خلف دماراً في الكلية وأدى إلى سقوط شهيد وخمسة جرحى. كذلك استهدفت الطائرات كلية تدريب مهني في منطقة الدليل بنفس المحافظة.
تتواصل محاولات
فصل حضرموت عن الجسد اليمني... وصعدة «منكوبة»

وفي ظل الغموض حول خيارات المعتدين المقبلة، ترتفع أصوات تحذيرية من احتمالات لجوء العدوان الى خطط وخيارات عسكرية أخرى، حتى إنّ جماعة «أنصار الله» لم تطمئن لإعلان «انتهاء العاصفة»، بل أبقت الباب مفتوحاً للرد وللدفاع.
وتواصلت خلال الساعات الأخيرة الأعمال العدوانية، إذ تعرضت مدينة الحديدة الساحلية (المطلة على البحر الأحمر) ومدينة المخا المحاذية لها من جهة الجنوب، ومنطقة ميدي ــ حرض المحاذية للحديدة من جهة الشمال، لقصف شنته طائرات العدوان على مرافق ومنشآت حيوية ومعسكرات وطرق رئيسية. وقال مصدر في الهيئة العامة للطيران المدني لوكالة «سبأ» إنّ «طيران العدوان السعودي استهدف (أمس) مطار الحديدة الدولي»، موضحاً أن «القصف طال مدرج المطار والمرسى فضلا عن صالة كبار الضيوف، ما يعيق استقبال أي طائرات مدنية».
وباستهداف مدينة المخا، أيضاً، على مدار اليومين الماضيين، رأى مراقبون أن «هناك محاولات سعودية لإخلاء الساحل الغربي لليمن من أي وجود مسلح للجيش واللجان الشعبية، الأمر الذي قد يقرأ في السياق نفسه لما يجري في الساحل الجنوبي الذي بات في قبضة الجيش واللجان الشعبية، عدا ساحل حضرموت الذي تسيطر عليه القاعدة». بالتوازي، تتواصل، يومياً، محاولات فصل حضرموت عن الجسد اليمني وتسليم المنشآت الحكومية والنفطية لتنظيم «القاعدة» الذي بات يسمى هناك «أبناء حضرموت»، وسط فشل مفاوضات ما يسمى «مجلس أهل السنّة» مع «القاعدة» لتسليم المحافظة للجان محلية. ورفض تنظيم «القاعدة» إعادة 2 مليار ريال نهبها من البنك المركزي في المكلا مطلع الشهر الحالي.
وفي حين رأى مراقبون أنّ تطهير الجيش و»اللجان الشعبية» لـ»اللواء 35» في مدينة تعز أفشل الجبهة التي يعلن العدوان السعودي دعمه لها يومياً، لا تزال مأرب التي تحدّ حضرموت من جهة الشمال الغربي تشهد معارك توصف بالحاسمة. وقال مصدر في الإعلام الحربي لـ»أنصار الله» إنّ «الجيش واللجان أحكموا السيطرة على معكسر كوفل (في مأرب) الاستراتيجي»، مضيفاً أنّ «عناصر القاعدة الهاربين من معسكر كوفل يستحدثون نقاطاً عند المدخل الغربي للمدينة ويقطعون بعض الشوارع». وفي الوقت الذي كان فيه صحافيون وسياسيون وحقوقيون ينتظرون في صالة مطار صنعاء وصول طائرة إيرانية تحمل مساعدات إغاثية اعترضتها طائرات العدوان مساء أمس ومنعت هبوطها، أعلن محافظ صعدة، محمد جابر الرازحي، المحافظة «منطقة منكوبة»، موجّهاً «نداء استغاثة عاجلاً» للجهات الداخلية والخارجية لإنقاذ الوضع الانساني في المحافظة.