بعد أيام على خروج الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (الصورة) بمبادرة سياسية لوقف العدوان على اليمن، بادره الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، بإقالة نجله أحمد علي صالح من منصبه كسفير في الإمارات. تأتي هذه الخطوة غداة تحميل علي عبدالله صالح، الزعماء العرب «مسؤولية إراقة أي دم يمني بعد اليوم»، فيما كشفت معلومات أوردتها قناة «العربية» السعودية عن أن أحمد علي صالح كان قد طلب من وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، تثبيت حصانته وحصانة والده مقابل الانقلاب على الحوثيين، قبل بدء العدوان على اليمن.

ووفق القناة السعودية، فإن ابن الرئيس اليمني السابق كان في الرياض، قبل ساعات على بدء عملية «عاصفة الحزم»، بعدما طلب اللقاء مع المسؤولين السعوديين. وفي لقاء جمعه بمحمد بن سلمان، عرض أحمد علي عبدالله صالح مطالبه ومطالب والده، مقدماً في المقابل عدّة تنازلات.
وكشفت القناة أن ابن صالح طلب من وزير الدفاع السعودي رفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على والده، التي شملت منعه من السفر وتجميد أصوله المالية ومنع الشركات الأميركية من التعامل معه، كما طالب بتثبيت حصانته وحصانة والده، التي اكتسبها من اتفاق «المبادرة الخليجية».
أحمد علي صالح
عرض الانقلاب على الحوثيين مقابل
حصانته ووالده

وبحسب القناة، فقد عرض أحمد علي صالح على السعوديين، في المقابل، الانقلاب على الحوثيين، ذلك أنه يتمتع بنفوذ كبير على وحدات الجيش التي تقاتل إلى جانبهم. وعلى هذا الصعيد، قال إنه سيقاتل الحوثيين بـ100 ألف من الحرس الجمهوري، إضافة إلى خمسة آلاف من قوات الأمن الخاصة التي توالي صالح، ولكن مطالب صالح وابنه لم تقف عند هذا الحد، فقد طلب أيضاً وقف الحملات الإعلامية التي تستهدفه ووالده.
القناة السعودية أشارت إلى أن ردّ وزير الدفاع السعودي على هذا العرض، تمثل بتمسكه بـ«المبادرة الخليجية» ورفضه عرض أحمد صالح، كما شدّد على «ضرورة عودة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادة اليمن من العاصمة صنعاء»، محذراً في الوقت ذاته «من أي تحركات تستهدف المساس أو الاقتراب من العاصمة المؤقتة عدن»، مشيراً إلى أن ذلك خطاً أحمر.
ومساء السبت، حمّل علي عبدالله صالح الزعماء العرب «مسؤولية إراقة أي دم يمني بعد اليوم». ووصف صالح، في خطاب مسجّل بثته قنوات تابعة ومقرّبة لحزبه (المؤتمر الشعبي العام)، التحالف الذي تقوده السعودية بـ«البربري»، داعياًَ إلى حلّ الأزمة بالحوار.
وطالب الرئيس اليمني المخلوع القادة العرب بالتدخل فوراً «للأخذ بيد كل اليمنيين للعودة إلى طاولة الحوار، واستكمال الحوار الذي بدأناه منذ أشهر»، مشيراً إلى أن ذلك «هو الحل، لا الضربات العسكرية».
كذلك طالب صالح بـ«الاحتكام إلى صناديق الاقتراع». وقال «نحن نقبل أي رئيس من أي مكون سياسي»، واعداً بـ«عدم الترشح هو أو أحد من أقاربه». ووصف صالح ما يجري في بلاده، منذ 2011، بأنه «صراع على السلطة بين المكونات السياسية وفي المقدمة جماعة الإخوان المسلمين»، قاصداً بذلك «حزب التجمع اليمني للإصلاح».
وسرت شائعات في صنعاء يوم أمس عن أن صالح يعد العدة لاحتمال فراره وعائلته وحاشيته الى اريتريا حيث يمتلك اراضي وعقارات ومصالح تجارية.
(الأخبار، رويترز، الأناضول)