يعتبر نادي الصفاء من الأندية العريقة في كرة القدم اللبنانية، وكثيرون هم اللاعبون الذين مرّوا على ملعبه، لكن قلة منهم أصبحوا من رموز ذاك النادي. من هؤلاء الرموز وليد دحروج مهاجم الصفاء الشهير الذي لطالما هتف له الجمهور الصفاوي مع كل مرة كان يهزّ فيها الشباك. لا يتذكر دحروج عدد الأهداف التي سجلها مع ناديه.
ابن بلدة شحيم في إقليم الخروب الذي بدأ مشواره مع الصفاء عام 1984 آتياً من الأهلي صيدا، قضى أجمل سنوات عمره مع فريق كان في فترة التسعينيات بطلاً غير متوّج نتيجة أمور كثيرة كانت تحدث حينها ولا تخفى على أحد. في عام 2002 قرر دحروج (مواليد عام 1965) اعتزال كرة القدم بعدما تأهّل ورزق مولودة أنثى سمّاها ماجدة على اسم والدته، فهو وجد حينها أن كرة القدم لا يمكن أن تؤمن متطلبات الحياة، وخصوصاً أنه من الجيل الذي كان يصرف على كرة القدم ولا يستفيد منها.
يعمل دحروج حالياً في السوق الحرة في مطار بيروت الدولي، وهو يقيم في بلدته شحيم ولديه ماي (8 سنوات) إضافة الى ماجدة. وحين تسأله عمّا إذا كان نادماً على خياره بممارسة كرة القدم طوال عشرين عاماً، يجيب بنعم ولا. فهو نادم على إضاعة عشرين عاماً من عمره في مجال لا يمكن أن يكون هناك أفق فيه ولا يشجع الجيل الجديد على الدخول إليه إلا بهدف التسلية، لكنه في الوقت عينه كسب محبة الجمهور التي لا يزال يشعر بها حتى الآن. وإذا سألته: لو رزقت مولوداً ذكراً هل تشجعه على لعب كرة القدم؟ يجيبك سريعاً «مستحيل».
شأنه شأن معظم أبناء ذاك الجيل الذهبي، لا يتابع دحروج كرة القدم اللبنانية، حتى أنه لا يستطيع أن يسمي لاعباً يلفت نظره، بعكس متابعته لكرة القدم الأوروبية، فهو من مشجعي ريال مدريد. وصودف إجراء المقابلة معه بعد ساعة على سحب قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث لم يكن يعلم من سيقابل الريال في هذا الدور. ولدى معرفته بأن الخصم هو أتلتيكو مدريد، استاء، مشيراً إلى أن المواجهة ستكون صعبة، لكن من يريد إحراز دوري الأبطال، عليه أن يفوز على جميع الفرق.
على صعيد المنتخبات لا يجد دحروج بديلاً من منتخب البرازيل حتى بعد خسارته المؤلمة أمام ألمانيا (1-7) في نصف نهائي مونديال 2014، فهو يرى أن ما وصل اليه المنتخب يعتبر جيداً مقارنة بالعروض التي قدّمها.
محلياً، جاءت عودة دحروج الى الكرة اللبنانية بعد 13 عاماً حين نجح رئيس نادي التعاضد مزرعة الشوف معين ذبيان، الذي يلعب فريقه في الدرجة الرابعة، في إقناع مهاجم الصفاء ومنتخب لبنان الأسبق بالإشراف على الفريق. ولم يستطع دحروج أن يرفض طلب ذبيان، وخصوصاً أنه يعتبر مزرعة الشوف بلدته الثانية بعد شحيم، إضافة إلى الجو العائلي في النادي وتصميم ذبيان على تشكيل فريق للمستقبل.
لكن ابتعاده عن الملاعب اللبنانية لم يمنعه من التواصل مع رفاق الأمس، وخصوصاً علي صبرا الذي يعتبره الأخ الأكبر، اضافة الى صديق عمره وابن بلدته حبيب قديح، فهؤلاء رفاق درب شهد العديد من الأفراح والأحزان. أما حين تسأله عن المباراة الأجمل في حياته، فيجيبك مبتسماً: «نهائي كأس لبنان عام 1986 حين أحرزنا اللقب بفوزنا على الأنصار 1 - 0 على ملعب الصفاء وسجّل الهدف محمد بري».
أما المباراة الأسوأ، فكانت نهائي كأس النخبة أواخر التسعينيات على ملعب المدينة الرياضية أمام النجمة حين كان الصفاء متقدّماً 1 - 0 وقام مدرب الفريق حينها غسان أبو دياب باستبدال دحروج في آخر خمس دقائق بهدف اضاعة الوقت، فعادل النجمة ثم فاز 2 - 1 في الوقت الإضافي.