في كانون الثاني الماضي وقف الفارس عصام حداد على منصة التتويج مرتين ضمن بطولة العالم للأولاد في فروسية قفز الحواجز في مدينة فاليه دي برافو المكسيكية. المرة الأولى كانت عندما أحرز الميدالية الفضية لمسابقة الفردي، فيما كانت المرة الثانية عندما ظفر بذهبية الفرق مع فرسان من خارج لبنان.حداد، إبن بلدة كفرحونة الجزينية، لم يبلغ بعد الرابعة عشرة من عمره، وهو برغم ذلك استطاع تحقيق انجاز لبناني في بطولة العالم، لكنّ انجاز الفارس اللبناني لم يأتِ من فراغ، فهو ابن عائلة رياضية، وموهبته لا تنحصر في الفروسية، إذ أإنه يتصدر حالياً بطولة لبنان للتزلج في التعرّجين الطويل والقصير.

عصام حداد هو الولد الرابع في عائلته، حيث تكبره ثلاث شقيقات هنّ بطلات الفروسية مايسا ومنيا ويسما حداد، والأخيرة هي بطلة لبنان لفئة الجونيور لعام 2009، فيما حلت شقيقتاها في الوصافة لأعوامٍ متتالية، كما أن مُنيا تأهلت الى نهائيات بطولة التحدي للقفز التي ستقام في بلغاريا من 2 الى 6 حزيران المقبل.
دخول حداد الى عالم الفروسية جاء انطلاقاً من مزاولة هذه الرياضة من قبل والده جوزف ووالدته آدا، وكان عمره 7 سنوات حين صعد على صهوة الجواد للمرة الأولى. وتمثّل الفروسية جانباً مهماً من حياة تلميذ الصف الثالث المتوسط في مدرسة لويس فاغمان، فهو يتوجه يومياً من مدرسته الى ناديه ضبية كاونتري كلوب، حيث يتدرب لساعتين تقريباً على يد المدربين طوني عساف وجوزف جبور، قبل أن يعود الى منزله لمتابعة فروضه اليومية.
اطلالته الرسمية الأولى كانت عام 2010 عندما سمح الاتحاد اللبناني للفروسية لجميع الأولاد دون الـ 14 عاماً بالمشاركة في بطولة فئة 12 - 14 سنة, التي أصبح اسمها لاحقاً فئة دون الـ 14 سنة. وفي هذه البطولة حلّ حداد وصيفاً، كما أحرز كأس لبنان في العام عينه، وبقي يشارك في البطولات ويحلّ وصيفاً حتى عام 2014 عندما أحرز لقب البطولة.
مطلع عام 2015 كان خيراً على الفارس عصام حداد، فهو شارك في بطولة العالم، وبات أول لبناني يتأهل الى النهائيات ويتخطى المباراة التعويضية بقيادة المدرب كريم فارس، الذي يشرف عليه في مشاركاته الخارجية، وهو مثّل المنطقة السابعة التي تضم لبنان والسعودية والجزائر وسوريا وقبرص والإمارات وتونس، فكان الفارس الأول على فرسان هذه الدول ليتأهل الى البطولة العالمية.
ولا شك في أن نجاح أي رياضي في هذا العمر يعود في جزء منه الى جهود أهله وتحملهم للأعباء المالية لهذه الرياضة المكلفة، اذ ان كلفة مزاولة حداد لهذه الرياضة ومشاركاته الخارجية تبلغ حوالي الخمسين ألف دولار سنوياً، اضافة الى ثمن الخيل التي يجب تبديلها كل فترة.
ويبدو أهل الفارس حداد واقعيين في حديثهم عن مستقبله، اذ ان رياضة الفروسية تحتاج الى امكانات مادية كبيرة لكي يصل معها الفارس الى العالمية، ويشارك في الأولمبياد، فهذا يتطلب دعماً من الدولة ووجود رعاة مستعدين لدعم الرياضيين، وبالتالي يبدو التحصيل العلمي أهم لحداد لكونه أكثر ضمانة للمستقبل.