كان ميكايل شوماخر اكثر من سائق فورمولا 1، فهو رياضي شامل بالدرجة الأولى، والأهم لاعب وعاشق للكرة التي ركلها إلى جانب العديد من النجوم، وفي مقدمهم «الظاهرة» البرازيلي رونالدو والنجم الأرجنتيني السابق غابريال باتيستوتا. مع «باتيغول» ارتبط شوماخر بصداقة متينة، وكانا ينظمان معاً العديد من المباريات الودية، التي تجمع نجوم الكرة، والتي يعود ريعها لأعمال خيرية.في إحدى تلك المباريات التي أقيمت في مدينة مانهايم الألمانية، لعب «شومي» بحذاء رونالدو الذي سجل به هدفي الفوز على منتخب بلاده في نهائي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. شوماخر كان مشجعاً من الطراز الأول لـ «المانشافت» وعلى صداقة مع العديد من لاعبيه، حيث كان يحرص على زيارتهم قبل البطولات الكبرى. أما اللاعبون فكانوا يعدون «شومي» مثالاً للشجاعة وقدوة لتحقيق الفوز.

علاقة شوماخر بالكرة تجلّت أكثر عند تعرضه للحادث المأسوي خلال تزلجه على جبال الألب أواخر عام 2013 حيث يتابع حالياً رحلة علاج طويلة، إذ إن عالم الكرة برمته تعاطف مع أسطورة الفورمولا 1 ووجه له رسالات دعم، كان أبرزها من مواطنه لوكاس بودولسكي الذي وعد بتحقيق لقب مونديال البرازيل من أجل إهدائه لـ «شومي» كما أهداه الفوز بالرباعية على البرتغال. لم يكن غريباً أن يقوم «بولدي» بهذه اللفتة تجاه شوماخر، إذ تردد في عام 2009 أن بطل الفورمولا 1 دفع من جيبه مبلغ 875 يورو هي عبارة عن مشاركة في مسابقة وضعها كولن على موقعه الإلكتروني لتمويل صفقة عودة بودولسكي من بايرن ميونيخ وكتب له رسالة جاء فيها: «أرى أنك اتبعت نداء قلبك. الآن يمكنك إظهار ما تملكه، وأن تسمح لجماهير كولن بالاحتفال مرة أخرى».
الا أن ارتباط الفورمولا 1 بالكرة لا يتوقف على شوماخر، إذ إن العديد من السائقين الحاليين متعلقون بها.
الألماني الآخر سيباستيان فيتيل، بطل العالم 4 مرات، والمنتقل إلى فيراري من «ريد بُل رينو» هو أحد هؤلاء. بين الفينة والأخرى يلعب الكرة في مباريات ودية، وقد لعب في إحدى المرات إلى جانب النجم الفرنسي السابق تييري هنري في مدينة نيويورك حيث تبادلا بعدها القمصان. اللافت أن الفريق الذي يشجعه فيتيل في ألمانيا ليس بايرن ميونيخ أو بوروسيا دورتموند او شالكه أو غيرها من الفرق الكبرى، بل أينتراخت فرانكفورت.

لعب «شومي» بحذاء رونالدو
الذي سجل به هدفي الفوز في نهائي مونديال 2002



ومن فيتيل إلى سلفه في فيراري الإسباني فرناندو ألونسو المنتقل بدوره إلى ماكلارين هوندا حيث يعدّ مثله من المولعين بالكرة. ألونسو يلعب الكرة وحتى انه يظهر مهاراته، إذ إنه في إحدى المباريات سجل هدفاً من ركلة جزاء على طريقة «بانينكا». أما الفريق المحبب لـ «الماتادور» فهو ريال أوفييدو وبدرجة أولى ريال مدريد الذي يتابع مبارياته ويعد من أبرز المناصرين له من عالم الرياضة إلى جانب مواطنه نجم التنس رافايل نادال. الا ان هذا لا يمنع من ان يبدي ألونسو إعجابه بالغريم برشلونة، حيث يقول في إحدى المرات بعد متابعته مباراة في «كامب نو» امام سبورتنغ خيخون: «انا مشجع لأوفييدو أكثر من خيخون، ولريال مدريد اكثر من برشلونة. أحب كرة القدم، ومتابعة هذا الفريق (برشلونة)، في أحد أفضل الملاعب في العالم، متعة».
بطل العالم الحالي البريطاني لويس هاميلتون، سائق مرسيدس، لا يقل شأناً عن فيتيل وألونسو، وهو من المشجعين الأوائل لفريق أرسنال. هاميلتون يتابع مباريات «الغانرز» وقد حرص في إحدى المرات على التقاط الصور التذكارية في ملعب «الإمارات» قبل مباراة ذهاب هذا الموسم أمام مانشستر سيتي مع النجمين ثيو والكوت وأليكس - اوكسلايد تشامبرلاين، إضافة إلى النجم الفرنسي السابق روبير بيريس، لكن الصديق الكروي لهامليتون ليس لاعباً من أرسنال بل لمانشستر يونايتد وهو آشلي يونغ حيث كانا زميلين على مقاعد الدراسة. اما عن مواهبه الكروية فيقول هاميلتون: «انا لاعب وسط ومن الممكن ان أقوم بتدخل قد يتسبب بكسر ساقي. انا شخص تنافسي جداً جداً في كل شيء، وصدقاً لا أعرف من أين حصلت على ذلك». ويختصر هاميلتون علاقته باللعبة الشعبية الأولى في العالم بأنه لو لم يصبح سائقاً للفورمولا 1 لكان لاعب كرة.
هذه هي علاقة سائقي الفورمولا 1 بعالم كرة القدم. هؤلاء يعتمرون الخوذ خلال السباقات، لكن في أوقات فراغهم يضعونها جانباً وينتعلون أحذية الكرة ويركضون على العشب الأخضر، لكن بالتأكيد بسرعة أقل بكثير مما هي عليه حالهم في الحلبات.