لا نعرف الكثير عن هؤلاء الرعاة الذين يفرحوننا عندما تقفل مواشيهم الطرقات المعبدة. ننظر إلى الأطفال المدهوشين في سياراتنا، وندلّهم إلى الخروف وإلى الماعز، وإلى كلب الحراسة... وأحياناً إلى الراعي. الكثير من هؤلاء ينتمون إلى «عشائر العرب»، الذين يتنقلون بحسب فصول السنة، وباتوا يتخلون تدريجياً عن عدد من عاداتهم وسلوكياتهم.
وكذلك الأمر، نحن لا نعرف الكثير عن سمك الترويت الذي نتناوله بنهم على ضفاف العاصي. هذا القطاع الذي يعاني من الكثير من المشكلات يعيش من خلال المبادرة الفردية فقط مواجهاً كلّ التحديات.
وننسى، في زحمة أخبارنا اليومية، أموراً حصلت بالأمس القريب فقط مثل معارك طرابلس التي تركت ضحايا يعانون من جروح في الروح كما الطفلة بشرى. لذلك ربما نحتاج إلى نشاطات تنشّط ذاكرتنا كتلك التي تنظمها بلدة معركة سنوياً معيدة سرد تاريخها المقاوم. مقاومة نحتاجها في كلّ شيء، خصوصاً في المحافظة على تراث عتيق وحميم، كما مطعم «السوسي» البيروتي الشهير

(بلدي)