لم تصدر اللوائح النهائية للمنتسبين إلى التيار الوطني الحر في قضاء بعبدا بعد. المطلعون يتحدثون عن 1300 بطاقة، تتوزع على 41 بلدة، بمعدل 32 منتسباً في كل من قرى المعقل الذي حضن ولادة الحالة العونية. وهذا يشير بوضوح إلى الفشل التنظيمي (ليس في بعبدا فقط) وعجز المسؤولين عن استيعاب العونيين. غالبية المنتسبين في الساحل، فيما يتضاءل العدد في المتن الأعلى. ففي كل من بلدات أرصون وترشيش وكفرسلوان منتسب واحد، ويرتفع العدد في صليما، قرطاضه، راس المتن، زندوقة والعبادية إلى اثنين، وبين 3 و9 في جوارة الحوز، حارة الست، قبيع، شويت، حاصبيا، دير الحرف، بمريم، الشبانية، بسابا وراس الحرف.
خلافاً للمتن الشمالي، في المتن الجنوبي وفرة مرشحين لمنصب منسق القضاء: منسق هيئة القضاء ربيع طراف، عضوا الهيئة وليد مدور وزياد جاموس، مسؤول الماكينة الانتخابية السابق مسعود نهرا والناشط العوني وليم معوض. في المبدأ، طراف ومدور متفقان على ترشح أحدهما مع أرجحية للأول الذي أكّد لـ»الأخبار» أنه لم يحسم بعد. ويتردّد أن منسق القضاء السابق فؤاد شهاب المرشح إلى الانتخابات النيابية في بعبدا، سبق أن طرح جاموس (تعذر التواصل معه للسفر) توافقياً، ولكن لم يحصل «التوافق» عليه. من جهة أخرى، يستبعد البعض أن يستمر معوض بترشّحه، لكونه يشكل ونهرا فريقاً واحداً، مع أرجحية للأخير. هكذا، ينحصر الأمر بين طراف ونهرا اللذين ينتميان إلى البلدتين الأكبر لناحية أعداد المنتسبين، إذ تضم الحدت (طراف) نحو 170 بطاقة، فيما يصل عدد حزبيي فرن الشباك (نهرا) إلى 160. وإلى هاتين البلدتين، بلدات ساحلية عدة ترجح كفة مرشح على آخر: الحازمية (53 بطاقة)، الشياح (95)، المريجة ــــ الليلكي ــــ تحويطة الغدير (84)، بعبدا (105)، حارة حريك (140)، حمانا (48)، كفرشيما (86) ووادي شحرور السفلى والعليا (40).
يرفض طراف تصنيف البلدات بين «معنا وضدنا، فالهيئة موجودة في كل المناطق، والانتخابات اختبار لمدى نجاحي في الأعوام الأربعة الماضية». ويؤكد: «لم أتخذ قرار ترشحي بعد. في الحالتين، المعركة بالنسبة إليّ ليست ربحاً أو خسارة، بل معركة حسم النتائج بنسبة 80% لمصلحتنا وإيصال لائحتنا كاملة». إلا أن هناك من يقول إن طراف شيء ومدوّر شيء آخر، وعليه، فإن طراف = «معركة كسر عضم»، فيما مدور = «شبه معركة».
في المقابل، يؤكد نهرا المنسق السابق لفرن الشباك والناشط القديم ترشحه، لأن «الانتخابات ديمقراطية وتتسع للجميع». ويرجح أن يسانده ابن ضيعته فؤاد شهاب في معركة المنسقين. علماً بأن المعركة - الأم ستكون في بلدة حارة حريك، حيث لا انقسامات في التيار، وحيث تصبّ الأصوات الـ 140 «بلوك» واحداً. بعض حزبيي البلدة يقولون إنهم لم يحسموا قرارهم في انتظار اتضاح هوية المرشحين واقتراب موعد الاقتراع. أما أصوات الجبل التي لا تتعدى الـ 300، فيمكن أن تقلب النتائج لمصلحة أحد المرشحين إذا كانت النتائج متقاربة. وهذه المناطق أقرب إلى شهاب ونهرا من طراف، بحسب أحد مسؤولي بعبدا، إذ تقترع بنسبة 65% للأول و35% للثاني.
يبقى أن خريطة توزع أصوات الفريقين في قرى الساحل متقاربة جداً، بحيث يصعب التنبؤ بها من جهة، وتؤكد أن المعركة الحقيقية ستكون في حارة حريك وبلدات الجرد؛ علماً بأنه لم يسجل حتى الساعة تدخل علني لنواب التيار الثلاثة في المنطقة، وإن كان يتردد أن اثنين منهم يفضلان طراف تجنباً لزيادة نفوذ شهاب.