في وقت أكّد فيه عدد من نواب تيار المستقبل، في بيانات أمس، أن اعتداء القنيطرة لن يؤثر على الحوار الجاري بين التيار وحزب الله، تفاوتت الآراء في الكواليس المستقبلية بين احتمال تطرّق وفد التيار، في جلسة الحوار الرابعة المقرر عقدها في 26 من الشهر الجاري، إلى ما حدث ليعرض أمام وفد حزب الله «هواجس اللبنانيين، وتأكيد عدم قدرة لبنان على تحمّل أي ضربة إسرائيلية»، وبين تأكيد أن «النقاش سيبدأ من حيث انتهى، أي في الخطّة الأمنية في البقاع الشمالي، وموضوع مخيّم عين الحلوة».
وكانت كتلة المستقبل النيابية قد أدانت «أي اعتداء من قبل إسرائيل على أي أرض عربية، بغض النظر عن الملابسات والتفاصيل المرافقة له»، وشدّدت في بيان بعد اجتماعها أمس برئاسة النائب سمير الجسر على «الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن أي تورط يحمل خطراً على لبنان». كذلك أدان تكتل التغيير والإصلاح الاعتداء الإسرائيلي وتقدم بالتعازي من عائلات الشهداء، مشيراً إلى أن «هذا الأمر هو اعتداء على الدولة، ويدلّ على نية لعرقلة المسارات القائمة على أكثر من صعيد».
وفي ما يتعلق بالحوار بين التيار والقوات اللبنانية، أشارت مصادر الأخيرة إلى أن اللقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع «قد يعقد الأسبوع المقبل، في حال نجاح النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي في صياغة ورقة العمل المطلوبة منهما». وأكّدت أن «لا وثيقة تفاهم يحضر لها الطرفان، إلا أن العمل لا يزال جارياً للاتفاق على نقاط عدّة في الشأن الداخلي».
بدوره، علّق رئيس مجلس النواب نبيه بري، مساء أمس أمام زواره، على العدوان الإسرائيلي بالقول إن «نتنياهو يقترع بدم اللبنانيين هناك بعدما اقترع في فرنسا بدم اليهود الفرنسيين. تظاهر في باريس ضد الإرهاب، وها هو يمارسه في القنيطرة. ويريد خوض الانتخابات النيابية بهذا الدم». وعن تداعيات العدوان على لبنان، قال: «ليست إسرائيل من يحدد لحزب الله موعد الرد ومكانه. في تقديري، إن الحزب لن يقدم ورقة سياسية أو أمنية لإسرائيل، وقيادته هي من يقرر الرد في المكان والزمان». وأكّد أن «لا تداعيات ولا علاقة للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل بما جرى في القنيطرة، وهو سيستمر في التركيز على الإجراءات لتنفيس الاحتقان المذهبي وتحصين الوضع الأمني، وحقق نجاحات حتى الآن. في الجولة الثالثة استمر البحث في الخطة الأمنية، ولا انتقال إلى بنود أخرى إلى حين إنجاز هذا الموضوع».


قهوجي إلى السعودية

إلى ذلك، وبعد مشاركته في الاجتماع الذي عُقد في واشنطن لقادة جيوش دول التحالف ضد «داعش»، ورغم أن لبنان ليس عضواً في التحالف، يتوجه قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى السعودية على رأس وفد عسكري، للمشاركة في الاجتماع الخامس لرؤساء هيئة الأركان الذي يعقد نهاية الشهر الجاري بناءً على دعوة رسمية. وعلمت «الأخبار» أن المشاركة ستعرض على جلسة مجلس الوزراء غداً.


سجناء رومية

وفي إطار متابعة أحوال السجناء الإسلاميين بعد اقتحام المبنى «ب» الأسبوع الماضي، قابل كل من الشيخ نبيل رحيم والناشطين الإسلاميين إيهاب البنّا وأحمد الأيوبي عدداً من هؤلاء في مبنى فرع المعلومات في ثكنة المقرّ العام في الأشرفية، من دون أن تُعرف أسباب نقلهم الى مبنى الفرع. وقد نفى هؤلاء، بحسب مصادر أمنية، ما تردد عن تعرّضهم للتعذيب، وأكدوا أنّه «توجد حالة واحدة تستوجب نقلها إلى المستشفى من أصل عشرين سجيناً تعرّضوا للضرب».
امتيازات السجناء الإسلاميين ستعود تدريجياً!

والتقى الوفد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص الذي تحدّث عن «أخطاء بسيطة حصلت، وحوسب مرتكبوها». ونقلت المصادر أن بصبوص وعد بـ «تحسين أمور السجناء»، وبأن «الامتيازات التي كانت لدى الاسلاميين ستعود إليهم تدريجياً، لكن ضمن الأطر القانونية». وكشفت المصادر أنه «خلال اليومين القادمين سيتم إدخال حاجيات للسجناء في رومية».

موفد فلسطيني

الى ذلك، ينتظر أن يجري مسؤول ساحة لبنان في حركة فتح عزام الاحمد، الذي وصل الى بيروت أول من أمس آتياً من عمان برفقة السفير اشرف دبور، لقاءات مع كوادر في حركة فتح لحل الازمة التي تفاقمت مؤخرا بتنظيم احتفالين في انطلاقة الحركة في مخيم عين الحلوة. وكانت قيادة رام الله اعلنت سابقاً نيتها ايفاد المستشار الأمني للرئيس الفلسطيني توفيق الطيراوي لهذه المهمة. ودعا الأحمد الفصائل والقوى الفلسطينية الى اجتماع صباح اليوم في السفارة الفلسطينية، على أن يلتقي وزير الداخلية نهاد المشنوق لاحقاً.